أستطيع القول وبكل اطمئنان إن مشروع «القدية» الترفيهي السياحي الرياضي - غرب العاصمة الرياض - سيكون أحد الملامح العصرية الجديدة لبلادنا، اتساقاً مع رؤية 2030، ومع التحول الوطني 2020.. ولقد جاء الإعلان عن المشروع ليثبت للمواطن في الداخل وللعالم من حولنا، أننا قد بدأنا في التعاطي ميدانياً مع الخطوات الإجرائية التي تترجم الرؤية، من مادة مكتوبة إلى واقع فعلي على الأرض.
إذن نحن الآن أمام إرادة جديدة قبل أن نكون أمام حزمة أفكار، إرادة صلبة واعية تريد أن تتعاطى مع مستقبل بلادنا بمنهج مختلف، فيها واقعية أكثر ورؤية أعمق، وقراءة أدق للمستقبل.. ولذلك فإن الاتكاء على مصدر دخل واحد لبلادنا - النفط - لن يكون هو المخرج الصحيح لنا لبلوغ طموحاتنا، فوق أن الوقت قد حان لأن نستثمر كل شيء حتى رمالنا التي تصفر فيها الريح، لتتحول إلى كنز يدر ذهباً واستثماراً وسياحة.
ودعوني أتحدث عن نقطتين فقط.. الأولى: أن بيننا ومعنا من هو مشغول دائماً بالتوجس من كل جديد، في شكل تحفظ غير مبرّر، لكن اللافت أن ذلك الجديد ما أن يصبح واقعاً أمام أعيننا، حتى ترى كل متوجسي اليوم وقد فتحوا ذراعيهم لاستقباله والحفاوة به، والأمثلة كثيرة.. ولهذا فإنني واثق تمام الثقة من أن مشروع «القدية» والذي ستنطلق أعمال بنائه بدءًا من العام القادم 2018م سيكون وجهة سياحية جاذبة بل ورائعة للجميع بما في ذلك المتوجسين منه اليوم، نظراً لما سيضمه بين جنباته من محاور ترفيهية فريدة، للأسرة السعودية بدءاً من الشباب وحتى كبار السن.
والنقطة الثانية: أن «القدية» وهي إحدى الترجمات الواعدة لرؤية 2030 وضمن منطلقات التحول الوطني، ستعمل على جذب أكثر من 7 ملايين سائح سعودي سنوياً، وستقلل من هدر ما ننفقه نحن السعوديين بالخارج والبالغ معدله السنوي 20 مليار دولار، بحيث يصبح هذا الرقم الضخم يتحرك داخل الدائرة المحلية لبلادنا، فوق ما للمشروع -وهذا مهم- من مخرجات ثقافية وترفيهية وسياحية للمواطن، تسهم في تلبية حاجاته الثقافية والنفسية والترويحية، كون المشروع يشتمل على أربعة عناصر رئيسة: الترفيه، والرياضات، والسباقات، والإسكان والضيافة.
الجميل في المشروع -وما أكثر جمالياته- أنه عنوان للتحدي الذي يحيل الحلم إلى حقيقة، ويثبت -لنا وللعالم- أننا قادرون على بناء منظومات مشاريع إستراتيجية لا تقل جمالاً عما نراه مبهورين في الخارج، ما يعزز ثقتنا بأنفسنا، وأننا قادرون بالفعل على تسنم كل المنجزات الخلاقة.