سعد الدوسري
ما الحجة التي سيدافع بها أولئك الذين يؤيدون الصمت على المراجع الدينية المتطرفة، بعد أن شاهدوا أطفال مصر، وهم يتناثرون على الطريق، مضرجين بالدماء، بعد أن أطلق عليهم النار شبابٌ بلا عقول تفكر، وبلا عواطف ترأف أو ترحم؟!
في النهار الذي يسبق شهر رمضان المبارك، قدم شيوخ التطرف، من خلال هؤلاء الملثمين، بطاقة تهنئة دموية للعالم أجمع، بكل دياناته، ليثبتوا أنهم لا يزالون ضد التعايش وضد التسامح، وأنهم مع تأجيج التوتر في كل بقاع العالم، ضمن الأجندة السياسية الإرهابية التي يعملون لصالحها، وأن كل الجهود التي تبذلها الدول المحبة للسلام، لن تؤتي ثمارها.
العمليات الأخيرة تنوعت جغرافياً، بين أوروبا وآسيا وأفريقيا، وتزامنت مع الأسبوع الأخير ما قبل شهر الخير والتسامح والروحانية، وكأن من خطط لها يريد أن يبعث برسالة تشير إلى قدراتهم على توجيه الضربات في كل بلدان العالم، وفي الأوقات التي يرغبون بها، حتى وإن كانت أوقاتاً مقدسة. أي أن الأعمار ومواسم العبادة، لا تؤثر على مخططاتهم الإجرامية القذرة والحقيرة والهمجية. وعلى كل الدول التي لا تزال تتهاون في وجود من يدعو أو يتعاطف أو يتغاضى أو يصمت عن التطرف أو عن العنف أو عن قتل الأبرياء وتفجير الآمنين، أن تعيد حساباتها، وأن تدخل في خضم الحرب التي دعت لها قمم الرياض. ومن سيشذ عن ذلك، فإنه مشارك في الجريمة.