عبده الأسمري
اقتبس من اسمه «المهارة» فنال شهرة المهمة وعظم المنصب والتمس من موهبته «الشطارة» فحصد عشق الملايين كصاحب أجمل أصوات تلاوة القران.. أوتى الحكمة فأعطي خيرا كثيرا.. في صوته «لحن الرحمة « وفي حنجرته «عذوبة السكينة»
إنه الأكاديمي وإمام المسجد الحرام الدكتور ماهر المعيقلي أحد أبرز قراء القرآن على مستوى العالم.. ذو التلاوة المهيبة حرفا وكلمة و آية.. الذي بات معلما من معالم «الموهبة الفذة» تصدح في البيت العتيق بنور المكان وعبق الزمان في أطهر بقاع الأرض وأبهر مناسبات الكون.
بوجه أبيض تشع منه علامات الضياء وسمات العطاء ولحية سوداء زادته قدرا واقتدارا وملامح ودودة تعلوها ابتسامة روحانية وبسمة وجدانية وصوت جهوري أثناء العمل ولحن فريد حين التلاوة ولهجة بيضاء عصماء حيث الحديث ولغة فصحة تتقاطر منها مفردات القرآن الكريم الذي ملأ قلبه وآيات مستدلة أشبعت خاطره حيث الخطاب يطل ماهر المعيقلي إماما بسمات خطيب بارع وأكاديميا بصفات قيادي مبدع باسمه الذي ارتبط بقلوب السائلين عن تلاوته المستفسرين عن لحنه الباحثين عن الخضوع والخنوع بمتعة التلاوة وسكب العبرات في بيت الله الحرام. في عام 1969 وفي طيبة الطيبة ولد المعيقلي متأثرا بروحانية المدينة المنورة نشأ بين أبوين علماه جمال القرآن وروح التلاوة فحفظ القرآن الكريم باكرا وقد نبغ مبكرا بنغمة صوت فاخرة ومنفردة جعلت الكثير يتنبؤون بمستقبله الواعد في محفل تعلم القرآن وتعليمه كان المعيقلي طفلا شغوفا بحفظ القرآن عاشقا لأداء التلاوة والتفنن فيها يراقب أصوات قراء الجوامع القريبة من منزله ويردد خلفهم نغمات الصوت، وكان يردد ليلا على آذان والديه ألحانا باهرة من التلاوة واضعا عنوان المستقبل على تفاصيل تملؤها الخطوات الواثقة الواثبة. درس المعيقلي في كلية المعلمين في المدينة المنورة وتخرج منها معلماً ثم انتقل للعمل بمكة المكرمة ولأنه ماهر في أدائه محترفا في المعاملة والتعامل تم تعيينه مرشدا طلابيا في مدرسة «الأمير عبد المجيد» ثم التحق المعيقلي بالعلا ونال درجة الماجستير بتاريخ 1425هـ في فقه الإمام أحمد بن حنبل في كلية الشريعة بجامعة أم القرى وحصل على درجة الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف الأولى برسالة بعنوان «تحفة النبيه في شرح التنبيه للزنكلوني الشافعي دراسة وتحقيقاً لباب الحدود والقضاء وعمل كأستاذ مساعد بقسم الدراسات القضائية بكلية الدراسات القضائية والأنظمة بجامعة أم القرى ونال منصب وكيل الكلية للدراسات العليا والبحث العلمي. « تولى إمامة وخطبة جامع السعدي بحي العوالي بمكة المكرمة وكان حينها مقصدا للعديد من أهالي الحي والأحياء المجاورة باحثين عن شغف السكينة وعشق التلذذ بآيات الذكر الحكيم نظرا لما اشتهر به الدكتور المعيقلي باكرا من تلاوة انفرادية تطرب لها الأذان وتخضع لها الأنفس وتهجع من جمالها الأرواح وتبكي من ترتيلها الأعين الأمر الذي أهله لأن يتولى إمامة المصلين بالمسجد النبوي الشريف خلال شهر رمضان المبارك في اعامين 1426هـ و1427هـ. ثم إمامة المصلين في صلاتي التراويح والتهجد بالمسجد الحرام خلال شهر رمضان المبارك عام 1428هـ ثم صدر الأمر بتعيينه إماما رسمياً للمسجد الحرام في ذلك العام حتى الآن.
أمام الكعبة المشرفة وعلى سجادة خضراء يمارس المعيقلي مهمته الشريفة وهمته النبيلة العظيمة يتوجه المعيقلي إلى أعظم مكان وأطهر موضع بروحه الدؤوبة ركنا من أركان الإمامة في الحرم واسما وطنيا بارزا اشتهر على مستوى القارات الخمس بصوته الشجي وتلاوته التي تميز بها ليظل سائرا في درب منفرد من التميز صنعته أوتار حنجرته وبلورته لكنة لسانه وسطرته نغمة صوت مبدعه في القول وفي الأداء بارعة في التجويد ماتعة في إخراج المشهد الروحاني .يصطف جنبا إلى جنب مع زملائه الأئمة والخطباء من صناع المجد بأتقى درجات المعالي وأرقى صفات العطاء .
يظل المعيقلي سفيراً من سفراء القرآن الكريم في الداخل والخارج ورمزا من رموز الوطن وقامة من قامات السخاء الإنساني وأنموذجا بشريا نادرا ظل معلما في التسجيلات الإسلامية وملهما في أفئدة عشاق القرآن وأهله وخاصته بنبل الفضل وفضيلة النبل في أشرف مهمة على وجه المعمورة.