العقيد م. محمد بن فراج الشهري
بقوة المال، والإعلام اختارت قطر (السباحة ضد التيار) وأظهرت في السنوات الأخيرة سياسة متقلبة لا تنم عن تعقل، بل تعد مراهقة سياسية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.. ونحن كنا مع قطر بنوايا صادقة ومخلصة قبل بداية (قناة الجزيرة) التي أظهرت كل خافٍ ومكنون في زوايا الحكومة القطرية، وتركت هذه القناة تقول ما تشاء، وتفعل ما تشاء، حتى أصبحت المتحدث الرسمي للحكومة القطرية، وفي الوقت الذي كانت فيه دول الخليج تسعى للم الشمل والتكاتف، والوحدة، ونبذ الخلافات بين دول الخليج، كانت تظهر قطر بين كل فترة وأخرى بظهور غريب ومستهجن، لا ينم عن عقلية سياسية راكدة، وواعية لما يضر دول الخليج مجتمعه وقطر خاصة، فقد قامت قطر خلال السنوات الأخيرة الماضية بعدة أفعال لا تليق بدولة خليجية شقيقة، ضد الأشقاء وخصوصًا المملكة العربية السعودية ولو استعرضنا معًا المواقف القطرية خلال العشرين عامًا الماضية، لوجدنا أنه لا يوجد دولة بحلم وحنكة وصبر المملكة على الإساءات القطرية. فقد استضافت قناة الجور والفجور والعوار السياسي «الجزيرة» طوال سنوات مضت كل أعداء الرياض من ساقط ولاقط، مما يسمى بالمعارضة السعودية في الداخل والخارج، وأتاحت لهم الفرصة تلو الفرصة للإساءة للسعودية، وقادتها، وتمرير رسائلهم للعمليات التخريبية، بدءًا من سعد الفقيه، ومحمد المسعري، والترويج لابن لادن، والظواهري، والبغدادي، ووطنت الكثير من فلول الحركيين والإخوان الضالين، وآوتهم ودعمتهم، ماليًا، من القرضاوي إلى الشنقيطي وغيرهما آلاف وآلاف، وأعطتهم الضوء الأخضر للنيل من المملكة عبر قنواتها ومؤسساتها الرسمية وغير الرسمية، ولم تكتف بذلك بل تعاملت بكثير من قلة المروءة وقلة الاحترام، مع الأسر الحاكمة والرموز الوطنية في الخليج والعالم العربي، وأنشأت قطر عديدًا من الصحف والقنوات الموجهة لداخل المملكة، وللخارج الغربي المراقب للشأن السعودي، وأوكلت إدارتها للمستوطن الإسرائيلي - عزمي بشارة، ودفعت الأموال الطائلة لشراء حقوق إنتاج صحف ومواقع أجنبية مثل الهافينغتون بوست Huffington Post والجزيرة انقلش Al-Jazera English، ليس دعمًا للمهنية، بل لإنتاج مواد إعلامية مسمومة ضد الرياض بغطاء غربي، ولا يمكن للأجهزة الأمنية السعودية أن تغفل الخط المباشر ماليًا ولوجستيًا بين أجهزة المخابرات القطرية والهاربين سعد الفقيه، ومحمد المسعري عضوي جماعة الإخوان المفسدين بفرعها المحليثم كانت قناة الكذب الجزيرة قد عصفت بالمهنية الإعلامية في كل مواقفها ضد المملكة بتوجيه وعلم ودراية من الحكومة القطرية، ومما قامت به بكل خسة استضافة شخصيات مشبوهة هدفها النيل من سمعة المملكة ومكانتها العربية والإسلامية والدولية، وبثت تقارير كاذبة ضد السعودية، واتهام الخليج بالضلوع في سقوط صنعاء وتناست إشعال الفتن في الوطن العربي ودعم القيادات الإخوانية البارزة واحتضانهم، وتلميع السياسة الإيرانية، ثم تجاهلها قمم الرياض الثلاث، وما نتج عنها من أحداث مهمة تكلم العالم كله عنها، وكذلك استمرار منصة الجزيرة على موقع اليوتيوب، في السماح للمغرضين بكيل الشتائم المباشرة والعلنية ضد المملكة، ودول الخليج، وذلك تحت إشراف مسؤولي القناة وتأييدهم، إذًا أين المهنية الإعلامية والمصداقية؟! ولكن دعونا من هذا كله ولنعود للطامة الكبرى والفضيحة التي لا ترقع، التي وردت في سياق حديث وتصريح أمير قطر وما دار حولها من تصديق وتكذيب في أجهزة الإعلام القطرية والفبركة المضحكة والمبكية والطامة الكبرى كانت في حديث الأمير الذي سيجعل السياسة القطرية أضحوكة الأمم وسخرية كل ساسة العالم، حتى المبتدئين منهم، يفيدنا الشيخ تميم وينصحنا ويحذرنا أيضًا أن إيران قوة كبرى، تضمن الاستقرار في المنطقة عند التعاون معها وليس من الحكمة التصعيد معها. إنها مفاجأة المفاجآت التي لم نكن نعرفها لولا الشيخ تميم جزاه الله خيرًا، نعم فإيران هي ضامنة الاستقرار الذي ينعم به العراق، ولبنان، وسوريا، واليمن، لأنها تنشر قوات حفظ السلام في هذه البلدان وليس الميليشيات، والجواسيس والعملاء، وتغدق عليها بمنتجات العلم المفيد للبشر، وليس الصواريخ والقذائف، والألغام، والآن فقط بعد حديث الشيخ تميم عرفنا أن إيران لا تتدخل بوقاحة في شؤون دول الجوار، ولا تحاول نشر الفوضى فيها. كل الزعماء والقادة الذين أكَّدوا خطر إيران في مؤتمر القمة كانوا مخطئين وظالمين لإيران وأعجبي؟! اللهم لا تسلبنا عقولنا ولا تفكيرنا ولا توصلنا إلى هذه الدرجة من التهور السياسي، بل الانتحار السياسي، إن ماصدر عن حكومة قطر وحاكمها من تصريحات هي بمنزلة الانتحار السياسي وخروجها عن الرأي الإسلامي والعربي، والخليجي، أمر في غاية التهور والرعونة وتأييدها لإيران المارقة، وحزب الشيطان في لبنان والمخربين الحوثيين في اليمن، والإخوان المارقين الذين تحتضنهم لهو عبث سياسي لا يقره عاقل ولا ندي ما الذي عصف بالسياسة القطرية وأوصلها إلى هذا المستوى من الانحدار والسلوك السياسي المشين مع الأشقاء في الخليج أولاً، والعالم العربي والإسلامي، وهي دولة حجمها لا يمكنها من كل هذه الانحدارات السياسية، ولن يشفع لها مستقبلاً، وليس على قطر فيما صدر من تصريحات وغرائب أن تصرف جهدها لنفى هذه التصريحات، بل ما عليها أن تفعله هو أن تعيد تصالحها مع ذاتها ومع جوارها، وأشقائها، وأن تبتعد عن هذا السلوك السياسي المشين الذي لن ينفعها مع احتفاظنا بالإخوة والاحترام للشعب القطري الشقيق في كافة الأحوال والظروف.. ولكن نقول لقيادته كفي تهورًا ومراهقة فقد بلغ السيل الزبى ونحن في عصر الحزم ولن نسمح بهدم ما بنيناه في خليجنا العربي، والحكيم لا يمكن أن يظل حليمًا إلى الأبد.