سعد بن عبدالقادر القويعي
كشف الكاتب الأمريكي - الدكتور - ماثيو ليفيت - مدير برنامج ستاين لمكافحة الإرهاب والاستخبارات بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى -, في كتابه الجديد «فيما يتجاوز التقارب: عالم بلا نظام» عن تفاصيل مثيرة حول تورط شبكات حزب الله اللبناني في عمليات إرهابية، والتي شارك فيها حزب الله، ومؤسساته الرسمية، وغير الرسمية في القارات الخمس حول العالم، وعلاقته الوطيدة بالنظام الإيراني، بعد أن شكّل منظمة إرهابية قاتلة على مستوى العالم، وشبكة معقدة للإجرام، وغسل الأموال المشبوه .
من أهم الأعمال المحرمة التي يرتكبها حزب الله ؛ لجني الأموال النقدية، ونقلها، وإخفائها بمساعدة رجال مال، وشركات إجرامية مختلفة، تخفي مصادر تمويلها، والتي يجرمها القانون، تبدأ من الإتجار بالمخدرات، والجريمة المنظمة في دول البلقان، وتوفير جوازات السفر المزورة في جنوب غرب آسيا، مرورا بالإتجار بالسلع المسروقة، وغسل أموال التبادل التجاري في أمريكا الجنوبية، وتشغيل منظمات الواجهة التجارية، وابتزاز الدعم المالي في أفريقيا، - إضافة - إلى بيع أجهزة الكمبيوتر المحمولة المسروقة، وجوازات السفر، وأجهزة الألعاب، والعملة المسروقة، والمزورة، وشراء الأسلحة، ومجموعة واسعة من أنواع الدعم المادي الأخرى، ما يشير إلى المجموعة، والحجم الواسع النطاق للأنشطة الإجرامية.
يسعى حزب الله إلى الاستفادة من خدمات الشبكات الإجرامية المنظمة ؛ لتسهيل دخوله في المشاريع الإجرامية واسعة النطاق، والتي وصلت العائدات في الولايات المتحدة - وحدها -، والتي يجمعها الحزب - بشكل عام - ما يتراوح بين 20 و30 مليون دولار، يجنيها سنويا عن طريق صناعة الاحتيال غير المشروعة، وبواسطة صلات مع كبار شخصيات حزب الله، ومن فروع التنظيم العلنية، والسرية على السواء.
التحدي الذي يشكله حزب الله أصبح عالمي الطابع, وهو ما يؤكده الكاتب, على أنه لم يعد من الممكن اعتبار حزب الله أداة إيرانية، ومنظمة إرهابية - فحسب -، بل أصبح يشكل حاليا قوة عسكرية كبيرة، ومنظمة إرهابية قاتلة على مستوى العالم، وشبكة معقدة للإجرام، وغسل الأموال. وإذا أردنا إحباط عمليات حزب الله المعادية للولايات المتحدة، وللغرب بشكل فعال، ينبغي فهم كيفية تطوّر حزب الله على مدى العقود الثلاثة منذ إنشائه بشكل أكثر دقة.
ترتسم الصورة الذهنية التي رسمها حزب الله وفق معادلة لا لبس فيها، - ولذا - فإن اعتبار ميليشيات حزب الله - بقادتها وفصائلها والتنظيمات التابعة لها والمنبثقة عنها - منظمة إرهابية، تشكل تهديدا للأمن القومي العربي، هو حق مشروع؛ نظرا لدورها المزعزع للاستقرار في دول المنطقة، وممارساتها العدوانية في عدد من الدول العربية، والتي تتنافى مع القيم، والمبادئ الأخلاقية، والإنسانية، والقوانين الدولية.