كتب - المحرر الفني:
لا يمكن وصف قناة الجزيرة إلا بـ«الحيَّة» الرقطاء التي تنفث سمَّها في كل مكان، ومنذ ولادتها وحتى اليوم، وهي ترى في نفسها «أيقونة» الحريات والرأي الآخر، لكنها «ترتعد» خوفًا من طرح أي نقدٍ لقطر، حتى وإن كان رصيفًا أو شارعًا.
قناة الجزيرة بدأت بمجموعة من عرب الشمال الذين كانوا في عواصم أوروبية ولهم أحكام مسبقة «سلبية» على الخليج، ويمتلكون أفقًا ضيقًا يخدم أجنداتهم والدولة الراعية لهم.
نتحدث اليوم عن الأبيض والأسود، ولم يعد هناك منطقة رمادية لنقف عليها، فقناة الجزيرة لا يروّج لها إلا من يشاطرها الحقد على السعودية والخليج حتى وإن كان يحمل هوية وطنية في جيبه.
تعتقد قناة الجزيرة أننا نملك ذاكرة السمك، فننسى ما كان منها، وهي لم تكن يومًا لسان حق، حتى وإن ادّعت «كاذبة» تناغمها مع قضايا المنطقة، وحتى وإن دخلت في قضية عادلة، اخترقت صفوفها وشقَّت لها «فريقًا» يُفسد شرعية القضية، لا يمكن أن تسير هذه القناة دونما «عَوَج».
يقول الإماراتي طارق الزرعوني في كتابه «وحيدا في الجزيرة»، إن قناة الجزيرة «كانت الراعي الرسمي لاسامة بن لادن والمروج الحصري لفكر القاعدة»، كما كشف في كتابه الذي يوثق لفترة هامة من حياة المؤلف أثناء عمله بقناة الجزيرة كمذيع لنشرات الأخبار بين عامي 2002 و 2004 م، عن خفايا علاقة قناة الجزيرة بـ «جماعة الاخوان المسلمين» و»حزب الله» الإرهابيتين، وعن كواليس التحضير لنشرات الأخبار في «الجزيرة»، واستهدافها للسعودية بالتركيز على الاخبار المسيئة واستضافة المسيئين لها تلك الفترة.
وبالمناسبة، ففي عام 2001 تم اعتقال مراسلي قناة (الجزيرة) في الأردن أثناء قيامهم بتغطية مسيرة مؤيدة للإرهابي العالمي أسامة بن لادن، والقناة كانت منصته الوحيدة في خطاباته التحريضية ضد السعودية والعالم.
إن قناة الجزيرة هي القناة الوحيدة في العالم التي كانت «وما زالت»، محل ثقة تنظيم القاعدة الإرهابي، فالأشرطة والأصوات المسجلة كانت لا ترسل إلا لـ «الجزيرة»، وتصل خلال ساعات (سنة 2001) وكأن مكاتب التوصيل السريع منتشرة في خنادق افغانستان، لتتولى إرسال البريد السريع للجزيرة.
كل الذين عملوا في قناة الجزيرة، وخرجوا منها، كانوا وما زالوا سكاكين «هشَّة» تطعن خاصرتنا، فنحن لا ننسى، وضّاح خنفر ولا غسّان بن جدو أو أحمد منصور وسامي حداد ويسري فودة ولينا زهر الدين.
منع قناة الجزيرة و»طردها» من أغلب عواصم الوطن العربي ليس دليلاً على «حياديتها» كما يدعي زورًا البعض ولكن لأنها داء يجب مكافحته، لجعلها قناة تلتزم بمعايير الشرف المهني الذي تدَّعيه ولا تعمل به.
بقي أن نشير إلى أن صحيفة هآرتس الإسرائيلية كشفت عن رسالة رسمية، وجهها المدير العام لقناة الجزيرة وضّاح خنفر في أغسطس من عام 2008م، يعتذر فيها لإسرائيل عن ما أسماه انتهاكاً للمعايير الإعلامية والتغطية اللا أخلاقية لحفل استقبال الإرهابي اللبناني سمير القنطار، عقب تهديد المكتب الصحفي الإسرائيلي بمقاطعة الجزيرة ما لم تعتذر عن تغطيتها لاحتفال عودة القنطار».
ومنذ نشأة القناة وحتى يومنا هذا، لم تكن قناة الجزيرة سوى أداة «رخيصة» في أيدي السياسة القطرية، ومن المضحك أن قطر «الدولة» تدّعي دوما، بأن لا سلطة لها على القناة، وكأنهم يضحكون على أنفسهم، لكن شواهد تناغم القناة مع أروقة الخارجية القطرية لا تخفى على أحد.
في رصد نشرته صحيفة «الجزيرة» هنا سنة 2002م، قال إن قناة الجزيرة، سعت ببرامجها إلى إثارة الحكومات العربية بالتدخل في شؤونها الداخلية، وذكت الخلافات العربية، وعملت على اشتعال الفتن في الدول العربية.
كتب روبير مينار وهو «فرنسي الجنسية» بعد أن حضر إلى قطر ليتولي إدارة مركز الدوحة لحرية الإعلام، بعد ابعاده عن منظمة «مراسلون بلا حدود»، رسالة ضمنها انتقادات كثيرة للوضع في قطر، قال فيها إن البلاد تعاني من غياب حرية الصحافة وعدم وجود نقابة للصحفيين، وكذلك الحاجة لتغيير القوانين المنظمة لحرية الصحافة والإعلام»، وإذا كانت قطر لا يوجد فيها نقابة للصحفيين فكيف نتكلم عن حرية صحفية وديموقراطية.
قناة الجزيرة لم تعد خيار الشعوب العربية في متابعة الأحداث، بل باتت في مراكز متأخرة، ذلك كان نتيجة الوعي الجمعي عند الناس، وبعد «فشل» مشروعاتها في تدمير العواصم العربية، فهي لم تعد سوى شاهد «زور» وتحاول لملمة كرامتها التي سحقت تحت أقدام الشرفاء.