يرعى صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -يرحمه الله- وتواصلت هذه الرعاية المباشرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للجامعة؛ لتتوالى النجاحات التي أكسبتها احترام وتقدير مختلف القيادات الأمنية والسياسية والعدلية والاجتماعية والتربوية، من خلال حرصه على مواكبة الجامعة التقدم العلمي الذي تعيشه الجامعات العالمية، هذا إلى جانب اهتمام سموه بمنسوبي الأجهزة الأمنية والعدلية والاجتماعية والتربوية العربية ممن التحقوا بدورات تدريبية تطبيقية، خاصة في هذه الجامعة، ضمن برنامج عمل الجامعة السنوي الذي يسعى إلى إعداد وتأهيل الأجهزة العربية في مجالات الأمن بمفهومه الشامل.
ولقد أسهمت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية في تطوير الأجهزة الأمنية في الدول العربية، ورفعت من قدرات منتسبيها، وعملت على تزويد هذه الأجهزة بأحدث المستجدات في المجالات الأمنية، وعززت التعاون الأمني والعلمي العربي بشكل غير مسبوق، وأسهمت كذلك في تعزيز التعاون الأمني العربي مع مختلف دول العالم، ومع المؤسسات الدولية المتخصصة، ونجحت الجامعة في إيجاد كوادر مؤهلة من القيادات الأمنية العربية الذين تقلدوا مناصب قيادية في العديد من الدول العربية.
وتمثل الجامعة نموذجًا فريدًا لاهتمام المملكة بدعم العمل العربي المشترك. ولعل في النجاحات التي حققتها الجامعة دليلاً واضحًا على هذا الدعم والرعاية، وهو تجسيد للاهتمام والرعاية التي يوليها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -أيده الله- وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد -يحفظهما الله- للعلم وأهله، وتأكيد للحرص الدائم على أن تكون المملكة سباقة في دعم العمل العربي المشترك على اختلاف مجالاته.
ويجدر في هذا المقام استصحاب كلمات مضيئة، قالها صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز -رحمه الله- عن هذه المؤسسة العربية الفريدة؛ إذ قال: «إننا نعتز نحن السعوديين بأن هذه الجامعة على أرض سعودية، وفي عاصمة المملكة العربية السعودية، وتحظى برعاية ملوك المملكة العربية السعودية منذ أن كانت مركزًا حتى الآن. والحمد الله، إن هذه الجامعة بنيت على قاعدتين أساسيتين، هما القاعدتان الأساسيتان لهذه البلاد: قاعدة العقيدة الإسلامية وقاعدة العلم الصحيح».
ولقد استطاعت جامعة نايف أن تسهم بفاعلية كبيرة في تحقيق الأمن بمفهومه الشامل على الصعيدين العربي والدولي، ويتضح هذا جليًّا من خلال الجهود التي تقوم بها جامعة نايف التي تميزت بشبكة علاقات دولية واسعة، أسهمت في نقل الخبرات العالمية المتقدمة للدول العربية، من خلال مناشطها التي تؤهل الكوادر الأمنية العربية. ولتعزيز ذلك فقد أولت الجامعة تنمية العلاقات الأمنية والأكاديمية مع المؤسسات ذات العلاقة عربيًّا وإقليميًّا ودوليًّا أهمية بالغة سعيًا نحو تحقيق أهداف الجامعة وغاياتها؛ إذ سعت بجهد حثيث متواصل لتوفير أحدث المعارف والخبرات العلمية من الأنشطة والتجارب الرائدة بدول العالم في مجال تخصصها، وذلك بفتح قنوات التواصل، وتوثيق الروابط مع الجامعات والمؤسسات العلمية والمراكز والمنظمات، من خلال مذكرات التفاهم والتعاون التي بلغت حتى الآن أكثر من (185) مذكرة، بما يرسخ آفاق التعاون العلمي مع تلك الجهات خدمة للرسالة والأهداف المشتركة.
وتسعى الجامعة من خلال هذه المذكرات إلى تدعيم أوجه التعاون العلمي والتقني في مجال منع الجريمة وتحقيق العدالة الجنائية، وفي مقدمتها هيئة الأمم المتحدة والمعاهد الإقليمية التابعة لها، والجامعات العربية والإسلامية والأوروبية والأمريكية، وإيجاد مناخ مشجع للتعاون التقني العربي والدولي، وتعميم التجارب العربية في مجال الأمن الشامل. كما يتيح هذا التعاون الدولي للجامعة فرصة تقديم الإسهام العربي الكبير في ميدان العدالة الجنائية، وتطبيق التشريع الجنائي الإسلامي في مكافحة الجريمة والوقاية منها.
ومن اهتمام مؤسسها أمير الأمن العربي الراحل صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز - يرحمه الله - الذي تتشرف الجامعة بحمل اسمه، والذي نستصحب سيرته العطرة وإنجازاته المباركة في جميع مناسبات الجامعة، والذي إن غاب عنا جسدًا فإن إنجازاته وكلماته ستظل باقية، نستلهم منها ما يحقق أمن المواطن العربي على امتداد الوطن الكبير، كما أن الجميع على ثقة بأن مسيرة الأمن والأمان والدعم لمشاريع العمل العربي الأمني المشترك ستستمر على يد الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز -حفظه الله-؛ فهو خير خلف لخير سلف، الذي يعتمد بعد الله تعالى على خبرة طويلة وتجربة عميقة في العمل الإداري والأمني بعزم لا يلين وطموح لا حدود له، يسانده في ذلك إخوانه أصحاب السمو والمعالي وزراء الداخلية العرب.