جدة - عبدالله الدماس / تصوير - أحمد قيزان:
أكد مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الامير خالد الفيصل أن الفكر لايواجه الا بالفكر وأن هذا هو سبب اختيار شعار كيف نكون قدوة في هذا الوقت.
وقال أمير منطقة مكة المكرمة عقب افتتاحه معرض ملتقى مكة الثقتفي التشكيلي ومعرض الجهات المشاركة مستهلاً ندوة «أسئلة القدوة»: «بما أن هذه الندوة عن التساؤلات فلعلي أختصرها» بكيف ولماذا «وسأبدأ بـ لماذا هذا الشعار والمشروع؟ لأنه امتدادٌ لمشاريع وشعارات سابقة، فقد كانت البداية مع ثقافة الأمل والتفاؤل في مواجهة ثقافة الإحباط ثم نحو العالم الأول ثم احترام النظام ثم منهج الاعتدال السعودي واليوم نتحدث عن «كيف نكون قدوة»
وأضاف سموه «إن سبب اختيار شعار كيف نكون قدوة في هذا الوقت بالتحديد، لأن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وهذه البلاد تواجه حملة شرسة ضد الإسلام والمسلمين، وقد خص الله سبحانه هذه البلاد بوجود بيته العتيق فيها، وأن آخر الرسالات السماوية نزلت على آخر الرسل محمد بن عبدالله عليه الصلاة والسلام في هذه البقعة من الأرض، ومن هذه الأرض بدأ شعاع الإسلام يشرق على العالم أجمع ، وامتد إلى كل مكان رغم الضغوط».
وتابع سموه القول «إن الهجمة الشرسة التي تمارس ضد المملكة العربية السعودية إعلاميا وثقافياً واقتصادياً وفكرياً وتقنياً ، كلها وجهت لتفشل التجربة العظيمة التي تبنتها هذه البلادة بقيادة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه ، ذلك التأسيس الذي بني على القرآن والسنة».
واستطرد الأمير خالد الفيصل «لقد وحدت هذه البلاد على التوحيد وقد وحد الملك عبدالعزيز القلوب قبل الأرض والشعوب، وكان رحمه الله ومن معه من رجال يسبحون ضد التيار، في وقت كانت فيه الدول والشعوب العربية ترزح تحت وطأة الاستعمار العسكري الذي فرض نفسه بالقوة، فقسمها وألغى اللغة العربية لغة القرآن وفرض عليهم لغات أخرى، ولقد كان ذلك حال الشرق الأوسط والوطن العربي الكبير ، إلا أن الحال في هذا البلد كان مختلفاً، إذ كانت تسير على نهج إسلامي وأكرم الله سبحانه تلك القيادة وهداها إلى أن تختار القرآن والسنة دستوراً لها ، مضيفا « اتخذت هذه البلاد أيضا من كلمة التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله راية لها ، كما أنها أول دولة تضع العربية في اسمها، إن هذه السباحة ضد التيار لم ترق للبعض فبدأت المحاربة ليتخلى الإنسان السعودي عن مبادئه التي تحلى بها، فكان من الواجب على أهلها الذين شرفهم الله وأكرمهم بمجاورة البيت العتيق أن يتمسكوا بهذا النهج الذي أصبح شعاراً لهذه الأمة، فانتصروا سياسياً واقتصادياً وثقافياً وفكرياً.
وأشار إلى أن تلك النجاحات لم ترق للبعض، فجعلتهم يعمدون إلى النيل من الاسلام، وأن يجعلون له تصويرا مختلفاً عما هو عليه وللأسف الشديد خرج من بين جلدتنا أناس ساعدوا أعداء الإسلام فشوهوا صورة المسلمين وظلموا الإسلام بمنهجهم المتطرف والتكفيري والإرهابي الذي أساء للمسلمين أجمعين مثل القاعدة وداعش وغيرها من المنظمات والميلشيات، والأتباع الذين أيدوا تلك الحركات التي ظاهرها الإسلام وباطنها الكفر والابتعاد عما دعا إليه الإسلام من مبادئ حسنة ، فكفروا وقتلوا المسلمين وأساؤوا لهذا الدين العظيم.
وقال سموه أصرت بلادكم قيادة وشعباً على المضي قدماً في تحدي كل من أراد إفشال تجربتها ، واستشهد سموه بزيارة الرئيس روزفلت للوطن العربي حين لم يقابل من الزعماء إلا الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - وذلك قبل أن تكون هذه البلاد من أكبر دول العالم المصدرة للنفط بل كانت تلك الزيارة لأجل المجتمع وقيادته ، واليوم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يستقر رأيه على أن تكون السعودية أولى محطات زياراته الخارجية ولقاء قائدها الملك سلمان بن عبدالعزيز يحفظه الله ، هذه رحلتكم رحلة النصر والقيادة والقدوة والتي جاءت نتيجة تمسككم بدينكم وتصميمكم على الحفاظ عليه وعلى مبادئكم وقيمكم دون أن ترضخوا للتهديد والوعيد.
وتابع سموه إن الاستمرار على هذا النهج يأتي بحمل الرسالة وتأدية الأمانة من خلال التمسك بالقيم والمبادئ الإسلامية وثقافتنا وعلمنا وألا تأخذنا في ذلك لومة لائم ، فلقد أثبتنا بالتجربة أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان وأننا لن ننجرف خلف التيارات الأخرى التي تخالف دستورنا الإسلامي ولن نخضع أو نركع إلا لله. وأضاف «نكون قدوة كما كان الأوائل الذين أوصلوا الإسلام إلى أصقاع العالم عن طريق التجارة من خلال القيم والأخلاق والصدق والأمانة وحسن التعامل مع الغير ، وهي الصفات التي نريدها اليوم لنا ولأبنائنا وللمسلمين أجمعين ليس بظلم داعش ولافسق القاعدة ، ف نحن أحق بالقدوة من غيرنا فالله شرفنا بجوار بيته وخصنا بخدمة قاصديه فأصبحت لدينا رسالة وعلى عاتقنا أمانة يجب أن نؤديها».
وختم سموه بالقول «اسمحوا لي أن أذكر عناصر القدوة في المجتمع وهي الأب في منزله والمعلم في مدرسته والخطيب في مسجده والمسؤول في إدارته لو صلحوا صلح المجتمع». الى ذلك قال الدكتور ساعد العرابي الحارثي مستشار وزير الداخلية والذي إدارة الجلسة التي انطلقت بعنوان «اسئلة القدوة»: «ان الانسان بفكره وسلوكه صانع للحضارة اومدمر لها يرتقي بنفسه وأمته الى السمو والعلا».
وأضاف» نحن المسلمين أولى بهذه الصفات انطلاقا من عقيدتنا ففي العقيدة ان العقل والفكر أساس الحركة وان الفعل والصدق والأمانة والإخلاص والوفاء والعطاء من قيمها الأساس ومن هذا المنطلق أتت مبادرتكم «كيف نكون قدوة ؟» وهي من مبادرات الخير.
وأكد الشيخ عبدالرحمن السديس الرئيس العام للحرمين الشريفين ان الأمير خالد الفيصل لازال يمد هذه المنطقة بمشاريع مميزة كهذا المشروع في إرادته وفكره وثقافته ونحن نفخر في هذه المنطقة أننا نعمل تحت إمرته وفي مثل هذا البرنامج المحفز لنا جميعا وخاصة وأمتنا تمر بهذه التحديات الكبرى، وأضاف «بحثت ووجدت أن أسئلة القدوة ستة أسئلة هي من ما وكيف ولماذا وأين ومتى، وكل الأمور تدور حول ذلك».
وأكد الشيخ السديس أن ديننا الحنيف يحثنا في كتابه الكريم وسنة نبيه على القدوة في اكثر من موضع ومكان ووضع لنا المنهج والطريق الذي نسلكه.. وتابع «ان اهم ما ينبغي عنه هذه الهجمة الشرسة التي تواجهها الامة وهذا الوطن وتستهدف دينة ولحمته فهناك حربلم تعد خافية على احد وتذكيها وسائل الاعلام، وهنا اضيف وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي التي ينبغي ان تكون قدوة في عملها».
مشيرا الى ان كثير من الشائعات التي تستهدف رموز البلاد تنطلق منها مؤكدا على ضرورة ان تكون هذه الوسائل الإعلامية في خدمة التوحيد والوطن الغالي.
وتابع السديس «أيضا البيت والأسرة عليهما مسئولية كبيرة فالابوين الكريمين مهمتهما كبيرة جدا ويجب ان يكونوا قدوة لابنائهم في كل شيء فالاب الذي يكذب، ويمارس ذلك امام أبنائه كيف يمكن ان يوجه أبنائه، والام التي لاتلتزم بالضوابط الشرعية كيف ستوجه أبنائها، وكذلك الموظف الذي لايعرف في قاموسه الا راجعنا غدا ، أيضا العلماء، يجب ان الا يتصدر الفتوى الا الراسخون والمؤهلون ، وكذلك المعلمون فالمعلم يجب عليه التركيز على الاعتدال والوسطية ومحاربة الغلو والتطرف»
وأضاف «يجب ابراز النماذج المضيئة في تاريخ بلادنا بدء بالمؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله الذي يعد قدوة للجميع، ثم أبنائه البررة الذين ساروا على خطواته، يجب ابراز هؤلاء وكذلك العلماء والمثقفون الراسخون الذين يسيرون على المنهج الصحيح».
ودعا السديس الى اصدار موسوعة تحمل كل مضامين القدوة وتتشارك فيها كل الجهات الحكومية والشرعية لتصدر بشكل كامل وموضحة كل مايتعلق بكيف نكون قدوة. مشير الى ان بلادنا انموذج مشرف للقدوة الحسنة وستتهادى سهام الأعداء على صخرة القدوة وامام اللحمة الوطنية التي يعيشها بحمد الله هذا البلد.فيما استهل الفريق عثمان المحرج مدير الامن العام حديثه بقوله «لست مثقفا ولا اديبا لأجاري المبدعين في الحديث ، لكنني رجل امن شرفه الله ثم قيادته بان يكون مدير للامن العام».
وأكد في خطابه الذي خص به رجال الامن الى أهمية التعامل بالحسنى مع الناس في كل مكان حتى المخالفين واستخدام الأسلوب الجيد والابتسامة في التعامل في كل أمر بما لايتعارض مع الحسم والحزم الذي يتطلبه العمل الأمني». وأضاف «يجب ان يكون رجل الامن قدوة في مظهره وجوهره بالاستقامة في سلوكه فلا يطلب الناس بالالتزام بالسلوك ويقوم بعكسه».
وتابع المحرج «هذا الحديث لايعني ان ذلك منتشر بين رجال الامن لكن نحن نتعامل بشفافية، ونستاء عندما تصلنا أي شكوى ضد أي رجل امن واهون لدينا ان تكون مبالغ فيها او غير صحيحة».
وتابع الفريق المحرج «دائما أقول لرجال الامن في أي قطاع اذا أوقفت اي مخالف فعليك بالنزول اليه لان ذلك افضل امنيا واخلاقيا وابدأ بالسلام واعطه مخالفته بكل تعامل حسن».
وأكد المحرج جاهزية خطط الامن لموسم العمرة واستعداد رجال الأمن الكامل على مدار الساعة للتضحية بأنفسهم لحماية كل شبر في هذا الوطن الغالي».
ثم فتحت أبواب المداخلات، وردا الامير خالد الفيصل على بعض المقترحات قائلا أن جميع الاقتراحات والمنجزات في ملتقى مكة الثقافي سيتم دراستها من قبل لجان متخصصة بنهاية الموسم وسيتم الاستفادة منها والتجاوب مع كل ما يمكن التجاوب معه».
وقال سموه في تعليق على احد الحضور الذي روى قصة حدثت مع الملك فيصل «تحدثت عن فيصل وأولئك رجال لن يتكرروا».