يا هندُ، كِدتُ بِليلةٍ أتأدلجُ
وأبِيتُ بينَ الخائنينَ وأُدلِجُ
ما زلتُ معتنِقًا لإنسانيتي
أأبيعُ إسلامي؛ ليَظهرَ "منهجُ"؟!
لا تأكلي كبِدَ الصحابةِ نِقمةً
فدَمُ الخلافةِ.. بالملوكِ سيُمزَجُ
والعارفونَ اللهَ أبلَغُ ظنِهم
أنّ الدروعَ لكلِ دِينٍ تُنسَجُ
أفكلما حاربتِني بيْ غِيلةً
أقسمتُ أنّ النصرَ فجرٌ أبلجُ؟!
الآنَ أبوابُ الجحيمِ تفتَّحَتْ
واحتارَ حَدْسيَ.. أيَّ بابٍ يَرتُجُ!
والجَنةُ الفيحاءُ كيف سبيلُها؛
ودَمي بأحزانِ المسيحِ مسيّجُ؟!
نارُ الحقيقةِ لا مجالَ لخوضِها
لكنّ نهرَ الدمعِ بالدمِ يَنضُجُ
هذا اللهيبُ مفازةٌ أزليّةٌ
يسعى بها من كلِ حِزبٍ أعرَجُ
لَقِحتْ بها الرمضاءُ مِن فحلِ الهوى
فتناسلُوا في نزفِها وتزوجُوا
والباقياتُ الفاسداتُ برحْمِها
نُطَفٌ مُخلَّقةٌ ونشءٌ خُدّجُ
وقوائمُ الأسماءِ محضُ هَويّةٍ
في كلِ أصنافِ الجرائمِ تُدرَجُ!
مهلاً.. فإنَّ قصيدةً غيميّةً
هطلَتْ، فجفّ خِطابُنا المتشنجُ
أنا لا الحسينُ ولا يزيدُ ولم يكن
لي مُدخلٌ في النهروانِ و"مَخرَجُ"!
وبكل "مسألةٍ" عقرتُ رواحلي
كي لا يَميلَ بـ"فِقهِ" أُمِّي الهودجُ!
في مسرحِ الإثمِ العريضِ تعاقبت
"فِرَقٌ" على تمثيلِها أتفرّجُ
يحيا بها البطلُ المزيَّفُ كلما
ولدتْ مغنّيةٌ.. وشَبّ مُهَرِّجُ
أفتؤمِنُ العينانِ إن غمَضَ العَمى
يا هندُ.. أمْ مِن نظرةٍ نتحرَّجُ؟!
"نَصٌّ" وحيدٌ سوف "يُنجي" ذوقَنا
لكنْ.. مَنِ الراوي، وأين المُخرِجُ؟
كم حَطَّ نقعُ العادياتِ وراءنا،
وأمامَنا لعَناتُ "شِمْرٍ" تُسرَجُ!
وإذا انبرى لكتابة "السيناريو"
قلمٌ.. فمَن بمِدادِهِ يتضرّجُ؟
لا تَقْلِبي صفَحاتِ موتٍ آخَرٍ
فأنا لعُمري الآنَ منها أحوجُ
وإن ابتنينا ألفَ ألفِ منارةٍ
فعقولُنا.. في جهلِها تتخرّجُ!
سنؤنسنُ الدعَوَاتِ في أفواهِنا
فإذا السماءُ لفرْحِنا تتبرجُ
ونصوغُ للطفلِ المسافرِ بيننا
أرجوحةً.. بغنائها لا يَنشِجُ
فقِفي على أضلاعِ شِعريَ كي تَرَي
أنّ اتهاماتي مَجازٌ أعوَجُ
وحقائقُ الأخيافِ عن آبائهم
أُمٌّ بآخِرِ طلْقِها تتحشرجُ!
يكفيكِ مِن صنعاء بابُ بكائِها
لو أغلقَتْ نهْرَ المدامِعِ منبِجُ!
- شعر/ عوض بن يحيى العمري