المدينة المنورة - علي الأحمدي:
أكَّد صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، أن حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لن تتخلى عن دورها الريادي في قيادة العالمين العربي والإسلامي، مستعينة بمنهج الوسطية والتسامح وتعزيز التعايش وترسيخ قيم الاعتدال المنبثقة من تعاليم ديننا الإسلامي القويم لتعزيز رسالتها السامية في دعم منظومة التضامن الإسلامي وتكريس مفهوم وسطية الإسلام ودعم قيم التسامح مما من شأنه حماية المسلمين من الوقوع في براثن آفة العنف والتطرف والإرهاب.
وقال سموه خلال رعايته لفعاليات معرض الكتاب والمعلومات 34 الذي تحتضنه الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، إن الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة تُعد إحدى الصروح الشاهدة على سعي هذه الدولة المستمر في ترسيخ رسالة التسامح، وتوثيق مبدأ التعايش، والتواصل، كما أنها تعزز ثقافة الحوار بين الجميع انطلاقاً من طيبة الطيبة عاصمة الإسلام الأولى ليشع نور الإسلام إلى جميع أنحاء العالم عبر سفرائها الخريجين من كل أنحاء العالم والذين تشرفوا بحمل راية الدعوة الوسطية ونشر قيم التسامح والتعايش والتآلف، منطلقين من تعاليم دينهم الحنيف ليكونوا بذلك خير دُعاة للمحبة والسلام في بلدانهم.
وأضاف سمو أمير منطقة المدينة المنورة أن المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز آل سعود - رحمه الله - تعمل من أجل التعريف بنهج الإسلام الداعي إلى الوسطية والاعتدال، ونبذ التطرف، وهو العنصر الأساسي لتوجهات الدولة السياسية والثقافية والفكرية، لافتاً سموه في هذا السياق إلى جولات خادم الحرمين الشريفين الخارجية التي تترجم مدى التزام قادتها على خدمة الإسلام والمسلمين، والعمل على تلمس احتياجاتهم للوصول في نهاية المطاف إلى تحقيق مفهوم إحلال السلام الشامل والعادل في المحيط العربي والإسلامي، وصولاً إلى كل ما يكفل تعزيز الاستقرار، واستتباب الأمن، وتعزيز السلم الدولي.
وأشار سموه إلى أن مواقف المملكة واضحة وجلية في إطار سعيها لمحاربة الإرهاب والتطرف الفكري ونبذ العنف من خلال تعزيز قيم التسامح والتآلف والتعايش السلمي في نفوس أبناء المسلمين من حول العالم، الأمر الذي يتطلب دعماً للمشاريع الحضارية والثقافية التي تسهم في إظهار سماحة الإسلام، وانطلاقاً من رسالة الرسول عليه الصلاة والسلام، باحترام حقوق الإنسان، ولعل من أبرز تلك الشواهد، معاهدة المدينة المنورة التي أبرمها سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، والتي جسدت المبادئ والتعاليم الربانية، وما تضمنته من قيم الرحمة وحفظ الأرواح، وصون الدماء، وكفالة كرامة الإنسان، والممتلكات والتعاون والتناصح، وسيادة العدل، والتكافل الاجتماعي بين الجميع.
وقال الأمير فيصل بن سلمان، نحن نؤمن بأن الفكر الهدام والمتطرف لا يواجه إلا بتعزيز وإظهار الاعتدال الذي يستند على تبيان الحقائق المنبثقة من تعاليم ديننا الحنيف، والتي كفلت احترام الإنسان، وشددت على حفظ كرامته، وصون دمه، لهذا حرصت المملكة على قيادة الكثير من المبادرات الإنسانية المرتكزة على مكانتها الدينية والسياسية والاقتصادية وتأثيرها على العالم العربي والإسلامي والدولي لتتسق مع مضامين الرسالة الداعمة للسلام بالدرجة الأولى إلى كافة أرجاء العالم دون أي تمييز عرقي أو ديني أو طائفي أو غير ذلك، وتابع سموه أن ما نعيشه اليوم من صراعات وخلافات في الكثير من أجزاء العالم يستوجب علينا جميعاً المبادرة لتعميق مفاهيم ومبادئ التسامح وتعميق ثقافة الحوار بين الأمم والحضارات للإسهام في استكمال مسيرة الحضارة الإنسانية من خلال الوسائل الناجعة في تحقيق التفاهم والتعايش السلمي المشترك بين جميع شعوب العالم.
واختتم سمو أمير المنطقة حديثه بالدعاء إلى المولى عزَّ وجلَّ بأن يعُم الأمن والسلم على أرجاء العالم كافة، وأن يتوّج جهود هذه البلاد المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - في خدمة الإسلام والمسلمين، ولا نملك إلا الدعاء له بالمزيد من التوفيق والنجاح في مد جسور التعاون والتشارك بين قادة البلدان لتحقيق السلام العالمي، وكل ما فيه خير للبشرية.
من جانبه عبَّر مدير الجامعة الإسلامية الدكتور حاتم المرزوقي مدير عن عميق الشكر لسموه الكريم على رعايته لهذه التظاهرة الثقافية المهمة التي تربط الجامعة في كل عام بالعلماء والمثقفين والمتخصصين والمجتمع المدني، وضيوف مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم.