الموصل - وكالات:
فرَّ المئات من الموصل أمس السبت وهم يجرُّون عربات يد، تحمل حقائب ورضعًا وكبارًا في السن، بعد أن انتزعت القوات العراقية السيطرة على حي آخر في غرب المدينة من تنظيم داعش. وبعد السير أميالاً نقلت حافلات العائلات من نقطة تفتيش تابعة للحكومة في جنوب المدينة إلى مخيمات تؤوي أكثر من 410 آلاف شخص، نزحوا منذ بدء الهجوم لاستعادة الموصل في أكتوبر/ تشرين الأول. وقال أبو قحطان (63 عامًا)، وهو أحد وجهاء مجموعة مؤلفة من 41 شخصًا، ينتمون إلى خمس عائلات: «غادرنا دون مياه أو طعام أو إضاءة، ونحن نضع ملابسنا على ظهورنا». واستعادت القوات العراقية جزءًا كبيرًا من الموصل من متشددي التنظيم الذين اجتاحوا المدينة في يونيو/ حزيران عام 2014. ويسيطر الجيش الآن على الأحياء الشرقية، ويحرز تقدمًا في الغرب. ومقاتلو الدولة الإسلامية محاصرون في الشمال الغربي، ويستخدمون شراكًا خداعية وقناصة وقذائف مورتر للدفاع عن أنفسهم. وسُمع دوي إطلاق نار ونيران مدفعية مع وصول العائلات من منطقة حي التنك الذي قالوا إن المتشددين ما زالوا يسيطرون على نصفه. وقال بيان إن جهاز مكافحة الإرهاب الذي يتلقى تدريبًا من الولايات المتحدة استعاد السيطرة على حي الثورة القريب. وما زال مئات الآلاف من المدنيين محاصرين في غرب الموصل حيث تحرز القوات العراقية تقدمًا بطيئًا ضد داعش في متاهة من الشوارع الضيقة. ونقلت متحدثة باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن أرقام حكومية أن نحو 503 آلاف شخص نزحوا من الموصل حتى 20 إبريل/ نيسان، وأن 91 ألفًا منهم عادوا. والموصل هي ثاني أكبر مدينة في العراق، وآخر معقل حضري للمتشددين في البلاد.
من جهة أخرى، أعلن مصدر أمني عراقي بمحافظة صلاح الدين اليوم السبت مقتل أحد عناصر الحشد العشائري بانفجار عبوة ناسفة شرقي تكريت (170 كلم شمال بغداد). وقال المصدر: «إن أحد أفراد الحشد العشائري قُتل بانفجار عبوة ناسفة في جبل حمرين (40 كلم شمال شرقي تكريت) صباح اليوم أثناء محاولة عناصر من الحشد إنقاذ عوائل هاربة من قضاء الحويجة بمحافظة كركوك، الذي يسيطر عليه تنظيم داعش إلى ناحية العلم بمحافظة صلاح الدين الخاضعة لقوات الأمن العراقية».
وتعد جبال حمرين، الحدود الإدارية بين محافظتي صلاح الدين وكركوك، أحد المسالك التي يتخذها الفارون من تنظيم داعش إلى مناطق سيطرة الحكومة، وغالبًا ما يتعرض الفارون والقوات الأمنية إلى انفجارات بعبوات ناسفة أو هجمات مسلحة من قِبل عناصر داعش، الذين يحاولون منع المدنيين من اجتياز الجبال بحجة الفرار من أرض الإيمان إلى أرض الكفر. وحسب فارين، فإن هناك العشرات من الجثث والهياكل العظمية في جبال حمرين قضى أصحابها إما بتفجيرات أو هجمات مسلحة أو عطشًا، بعد أن ضلوا الطريق في أودية الجبل.