إعداد - عبدالله عبدالرحمن الضراب:
يتجه حاج حجر اليمامة بعد أهوى وأصيهب التي حددنا أنهما قنيفذة واعفريه إلى ما بعدهما في طريقه إلى مكة المكرمة.
يقول صاحب كتاب بلاد العرب الحسن الأصفهاني في ص 366: (فإذا جزت أهوى فمن ورائها مويهة يقال لها الأسودة، من شاء وردها). فأين تقع هذه الأسودة؟ ولماذا قال المؤلف ها هنا من شاء وردها؟
سبق أن اخترنا أن موردي قنيفذة وأعفريه هما أصيهب وأهوى، والمورد الذي يليهما على سمت القبلة هو مورد الخلايق، وهي تقع في منطقة ذات تربة، يخالطها السواد بكثافة خلافًا للمناطق التي تجاورها مما يؤيد اختياري أنها الأسودة؛ ومن هنا اكتسبت - من وجهة نظري - التسمية من الاسوداد؛ فهي أسودة مؤنث أسود. وعبر المؤلف بقولة (من شاء وردها) عن قربها من المورد الذي يسبقها مما يجعل الاستغناء عنها اكتفاء بالمورد الذي يسبقها أمرًا واردًا رغم وقوعها على الطريق. وقد أورد المؤلف في كتابه بلاد العرب موردًا آخر حين قال في ص364 من كتابه: (قال المسلم: وإن شئت إذا خرجت من أهوى وردت العفافة وهي لباهلة).
ويفهم من تعبير المؤلف أنه ليس بقرب الأسودة التي أسلفنا كما يفهم من نص المؤلف الخروج من المروت؛ فهو لبني حمان من بني سعد من تمام. ويؤيد ذلك قول المؤلف ص365: (وكثيرًا ما يتخطونها إلى عكاش) فعكاش - كما سنرى - يقع بعد نفود السر (جراد قديمًا) فهي بعد الهلباء التي في حائل - كما سنبين في حينه - فأين هي العفافة؟:
إن أقرب ما ينطبق عليه وصف العفافة هو ماء الفويلق. ولا يستغرب الانحراف اليسير فيها عن السمت لوقوع نفوذ جراد (السر) قبلها، والحاجة إلى التتبع والسير في الخل، وهو الطريق السهل في الرمل؛ فلهذا احتاج الطريق إلى انحراف يسير عن السمت إلى مكة، إضافة إلى وقوعها في ديار باهلة في حائل قرب سوفة وعلى مقربة من سود باهلة.