«الجزيرة» - جاكرتا:
تواجدت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، في جمهورية إندونيسيا الشقيقة بشكل فاعل، طيلة الأسبوع الماضي، حيث أطلقت جملة من المبادرات المتنوعة، شملت افتتاح فروع في ثلاث مدن إندونيسية لمعهدها للعلوم الإسلامية والعربية، الذي يتخذ من العاصمة جاكرتا مقراً. كما دشنت جملة من الفعاليات العلمية والتعليمية والثقافية.
وبناءً على موافقة سامية كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، توجه مدير الجامعة عضو هيئة كبار العلماء الأستاذ الدكتور سليمان بن عبدالله أبا الخيل، ووفد من مسؤولي الجامعة، إلى إندونيسيا لإطلاق مبادرات الجامعة وبرامجها، حيث التقى نائب رئيس الجمهورية الإندونيسية ومحافظ سومطرا الشمالية وحاكم ميدان، كما زار جامعة المحمدية في ملانق ووقع عدداً من الاتفاقيات ومذكرات التعاون مع الجمعية المحمدية، وجامعة أحمد دحلان، معلناً عن دعم الركن الثقافي السعودي بمكتبة إلكترونية تضم عشرين ألف كتاب، كما افتتح فرع معهد العلوم الإسلامية والعربية في سورابايا. ووجه بإنشاء أول مكتبة عربية بها وقبول الطلاب المتقدمين. كما دشن الركن الثقافي السعودي في جامعة أحمد دحلان بجوكجاكرتا الإندونيسية. ورعى حفل تخريج ثلاث دفعات من معهد الملك عبدالله للدراسات الإسلامية والعربية في باندا آتشيه. والتقى مديري جامعات مكسر، كما رعى حفل تكريم الفائزين بمسابقات الملتقى الثقافي الثالث، كذلك رعى حفل تخريج ثلاث دفعات من معهد العلوم الإسلامية والعربية بإندونيسيا، ودشن برامج ووحدات بالمعهد وعمادة شؤون الخارج، وكذلك مراكز وبرامج للتعليم عن بُعد، وزار مجلس دار العلماء.
وبدأ وفد الجامعة زيارة جمهورية إندونيسيا بإقامة حفل وضع الحجر الأساس لمبنى الأنشطة الطلابية بمقر معهد العلوم الإسلامية والعربية بمنطقة رامبوتان بجاكرتا، بحضور سفير المملكة العربية السعودية في إندونيسيا الأستاذ أسامة بن محمد الشعيبي، الذي قال: «نشكر معالي مدير جامعة الإمام على مبادرته بتدشين المعاهد الجديدة، التي ستكون في عدد من المدن بإندونيسيا، وسنكون عونًا للجامعة وسنبذل كل ما يسهل إقامة هذه المعاهد».
من جهته أكد نائب رئيس مجلس الشورى الإندونيسي هداية نور واحد، أن معاهد جامعة الإمام تمثل علامة فارقة في إندونيسيا على صعيد قطاع التعليم، وترجمة فعلية لعمق علاقات البلدين، مشيداً بدورها في نشر العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا.
وفي نهاية الحفل أكد أ.د. سليمان أبا الخيل، أن العلاقات بين السعودية والجمهورية الإندونيسية الشقيقة ضاربة في جذور التاريخ، ومبنية على مبادئ وأسس قوية ومتينة، وأضاف: «ما بين الدولتين الشقيقتين والشعبين الصديقين من محبة وتآلف وعمل يخدم الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها»، مؤكداً أن خادم الحرمين الشريفين يولي عناية فائقة للجمهورية الإندونيسية، ويعطيها اهتمامًا كبيرًا، وفق منهج المملكة العربية السعودية في علاقاتها الإستراتيجية مع الدول الشقيقة، ومن هنا جاءت زيارته الكريمة لإندونيسيا، التي زارها أخيراً -حفظه الله-، وأضاف: «والتي عندما ننظر فيها نظرة اعتبارية من جميع الجوانب والمعطيات نجد أنها ذات مدلولات كبيرة، ومفاهيم عميقة». وتابع قائلاً: «خادم الحرمين الشريفين هو رائد العمل الإسلامي، وهو رجل السلم والسلام.. وملك العطاء والوفاء، وزاد: إن الجامعة بدعم وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ستبذل جهدًا في سبيل نشر العلوم الإسلامية والعربية في مرافقها كافة في الداخل والخارج».
وفي ختام أعمال الجامعة في إندونيسيا ألقى الدكتور أبا الخيل كلمة توجيهية أمام المصلين في جامع الاستقلال بجاكرتا بعد أداء صلاة الجمعة الماضية، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ أسامة الشعيبي، وعدد من العلماء الإندونيسيين، أكد معاليه خلالها أن الدين الإسلامي دين عظيم يسهم في إخراج الناس من الظلمات إلى النور، ويظهر الحق والعدل والبر، ويدعو الناس إلى التعاون فيما بينهم، وأنه يجب على المسلمين في مختلف بقاع الأرض التمسك بالدين الإسلامي العظيم الذي يقي المسلم في هذا الزمن من المخاطر والشرور والتطرف والإرهاب.
وشدد الدكتور أبا الخيل، على أهمية «مكارم الأخلاق» التي تعد من أبرز محاسن الدين الإسلامي، مستدلاً بقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)، حيث تعتبر الأخلاق من أهم الوسائل التي تجعل المسلم يعيش في راحة واستقرار ويجد الاحترام والتقدير من جميع البشر، مشيراً إلى أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - ، أكد المعاني التي تدعو إلى الأخلاق الحسنة والحميدة، مطالباً المسلمين القيام بها والتلبس بكل ما يجعل الإنسان أنموذجاً حياً.. ويقوم بتطبيق التعامل الحسن الذي يؤثر على القلوب ويؤطر النفوس ليكون مستقيماً على دين الله، مشيراً إلى أن أكثر المؤثرين في المجتمعات هم من الذين يتميزون بالأخلاق الحميدة الصحيحة التي حرص عليها ديننا الإسلامي.
يذكر أن البرامج والفعاليات التي أطلقتها الجامعة قد لقيت ترحيباً رسمياً وشعبياً واسعاً وارتياحاً كبيراً، عكست عمق العلاقة بين المملكة وإندونيسيا وجسدت العمل الإسلامي المشترك في أبلغ صورة وأعمق معنى، كما أنها أعطت برهاناً واضحاً على علو مكانة المملكة العربية السعودية في العالم الإسلامي وأهمية دورها الريادي كعمق وسند لأمتيها العربية والإسلامية وعلى صدق التزامها بتنفيذ اتفاقياتها وتعهداتها التي كانت محل التقدير والمحبة والثناء من الشعب الإندونيسي الشقيق.