الجزيرة - علي بلال:
بحضور رئيس رابطة الجامعات الإسلامية عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، ورئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور جمعان رشيد بن رقوش، وعدد من رؤساء الجامعات العربية والإسلامية، بدأت أمس أعمال ملتقى «دور الجامعات في الوقاية من الإرهاب» الذي تنظمه كلية العلوم الاجتماعية وإدارة المؤتمرات بالجامعة بمقر الجامعة بالرياض، بمشاركة (500) متخصص ومتخصصة من العاملين في وزارات الداخلية والتعليم العالي والجامعات والمنظمات المختصة بقضايا الأمن الفكري والجهات ذات العلاقة من (30) دولة ومنظمة دولية.
وأكد عميد كلية العلوم الاجتماعية بالجامعة الدكتور خالد إبراهيم الكردي أن الإرهاب يشكِّل تحديًا أمنيًّا وفكريًّا وسياسيًّا في ظل الظروف التي تمر بها المنطقة العربية والإسلامية والعالم؛ وهو أمر يتطلب تضافر جهود مختلف المؤسسات المجتمعية، ومنها الجامعات باعتبارها مؤسسات علمية ومنارات فكرية، لها رسالة بتزويد الطلاب بالعلم والمعرفة، وخدمة المجتمع وتوعيتهم ووقايتهم من المنظمات الإرهابية والتطرف الفكري. مضيفًا بأن الجامعات بإمكانها القيام بدور رائد في مواجهة الإرهاب والتطرُّف بنشرها قيم التسامح والتوافق والتواصل البناء من خلال مناهجها الدراسية ومؤتمراتها، وبناء الطالب فكريًّا وتحصينه ضد الإرهاب والتطرف الفكري من خلال صياغة خطاب تعليمي تربوي، يهدف إلى بناء الشخصية المتكاملة، وتعزيز قيم المواطنة والهوية الوطنية والحضارية. من جانبه، أكد الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية الدكتور جعفر عبد السلام في كلمته اهتمام الرابطة بمكافحة هذه الجريمة البشعة التي تؤرق العالم حاليًا، ومعرفة الأسباب الحقيقية التي تؤدي إليها، والبحث عن الحلول الناجعة للقضاء عليها.
وأوضح رئيس الجامعة الدكتور جمعان رشيد بن رقوش في كلمته أن تنظيم هذا الملتقى المهم يأتي في إطار جهود الجامعة لمعالجة القضايا المطروحة على الساحة العربية والدولية، التي تلامس احتياجات واهتمامات المجتمعات العربية، منها موضوع مكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن الفكري في إطار التوجيهات الكريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للجامعة إدراكًا من سموه الكريم لأهمية موضوع الأمن الفكري، أحد أبرز العوامل التي تسهم في الوقاية من الجريمة ومجابهة الانحراف الفكري والظواهر الاجتماعية والمشكلات الأمنية التي تؤثر على تنمية وتقدم المجتمع.
وأضاف الدكتور ابن رقوش بأن هذا الملتقى يأتي كذلك في إطار الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية لمكافحة الإرهاب؛ إذ تبذل المملكة جهودًا مقدرة ومتواصلة لمكافحة الإرهاب على المستوى العالمي من خلال التعاون الدولي البنَّاء مع مختلف الجهات الأمنية والأكاديمية حول العالم.
بعد ذلك بدأت الجلسات. وترأس الجلسة الأولى للملتقى الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الذي شدد في كلمته على الجهود التي تقوم بها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية لمكافحة مختلف صور وأشكال الجريمة، وعلى إتاحة الفرصة لالتقاء هذا العدد الكبير من خبراء الجامعات العربية والإسلامية لمناقشة الإرهاب الذي يتطلب أن نولي مكافحته أولوية في جامعاتنا وإعلامنا ومؤسساتنا المختلفة.
وأضاف الدكتور التركي بأن الخبراء الذين حضروا هذا الملتقى سيستفيدون من التجربة الرائدة للمملكة وجامعة نايف في مواجهة الإرهاب والتطرف الفكري؛ إذ تبذل المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد جهودًا ناجحة في مواجهته قائمة على الكتاب والسنة ومحاربة التطرف والنزاعات والطائفية. مؤكدًا أن السبب الحقيقي للإرهاب هو ابتعاد كثير من المسلمين عن الإسلام الصحيح من حيث الفهم والعمل، وداعيًا إلى تعميق هذا الفهم في أذهان طلابنا، وأن نركز على عودة المسلمين إلى دينهم الصحيح.
وفي الجلسة الثانية للملتقى نوقشت ورقة «التحليل السوسيولوجي للعوامل الاجتماعية الفاعلة في استقطاب الشباب للجماعات المتطرفة»، قدمتها د. بدرية بنت محمد العتيبي وكيلة قسم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية. بعدها قدَّم د. عبد الباقي دفع الله أحمد أمين الشؤون العلمية بجامعة الخرطوم ورقة علمية، موضوعها «تجارب الجامعات السودانية في الوقاية من الإرهاب: جامعة الخرطوم وجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا نموذجًا». ثم قدم د. صالح بن علي أبو عرادة أستاذ أصول التربية الإسلامية بجامعة الملك خالد ورقة، موضوعها «ملامح تجربة الجامعات السعودية في مواجهة الإرهاب». واختتمت الجلسة بمناقشة ورقة «دور الجامعات الأردنية في الوقاية من الإرهاب»، قدمها د. محمد محمود طلافحة رئيس قسم الفقه وأصوله بجامعة اليرموك الأردنية.