«الجزيرة» - الرياض:
أكد الدكتور علي ضميان العنزي، رئيس قسم الإعلام وعلوم الاتصال بجامعة الطائف، أن الأخبار الهائلة والمتدفقة من وسائل التواصل الإجتماعي والتي يتلقاها الفرد على رأس كل دقيقة عبر الأجهزة الذكية، تؤثر سلبيا على صحة الإنسان، مشبها تلك الأخبار بأكلات المطاعم السريعة التي تؤثر سلباً على صحة الإنسان والتي غالباً ما تصيبه بالسمنة.
جاء ذلك خلال اثنينية الذييب في الأسبوع الماضي، حيث ألقى الدكتور علي العنزي محاضرة حول نظريته المبتكرة والخاصة بالتدفق المعلوماتي بشكل عام والإخباري بشكل خاص والتي يتعرض له الفرد يوميا، حيث تتمحور نظريته الإعلامية حول دراسة الكم الهائل من الأخبار والمعلومات التي تصل إلى المستخدم لوسائل التقنية الحديثة ومدى تأثيرها على الفرد. وذهب الدكتور علي إلى أن الفرد في المجتمع الحديث أصبح يتلقى كما هائلا من الأخبار على الأجهزة الذكية على مدار الساعة.
وأضاف الدكتور العنزي: «عندما كنت أدرس في أمريكا لاحظت مدى اعتماد الطلبة السعوديين على وسائل التواصل الاجتماعي في الاطلاع على الأخبار التي يهتمون بمعرفتها عن وطنهم، وعائلاتهم كذلك. كما لاحظت أن هذا الاعتماد شبه الكامل يؤثر عليهم سلباً في بعض الأحيان، وذلك من خلال نوعية الأخبار التي تصل للمتلقي أو على الأقل التوقيت الخاطئ التي تصل فيه مثل هذه الرسائل الإخبارية».
وخلص عقب هذه الدراسة إلى ضرورة تقنين الأوقات التي يمكن للمتلقي التعرض للأخبار، وذلك عن طريق تحديد وقت معين في اليوم لمتابعة الأخبار الهامة أو حتى للتواصل مع الأقارب والأصدقاء، مشيرا إلى أن كثيراً من الأخبار التي نشاهدها عبر الوسائل الحديثة تصل إلينا في أوقات لا تكون ملائمة في أغلب الأحيان، ناهيك عن احتمالية أن يتلقى المستخدم خبراً محزناً يغير مجرى أحداث يومه، وقد يفرض عليه تغيير مخططاته لهذا اليوم بدون داعٍ، وأضاف:» والأمر أسوأ إذا ما تخيلنا كم الأخبار الخاطئة والمغلوطة التي تصل للمستخدم بين الحين والآخر».
ويشبه الدكتور علي العنزي، التأثير السلبي لهذا الاطلاع الزائد عن الحد للأخبار من قبل المستخدم، بأكلات المطاعم السريعة التي تؤثر سلباً على صحة الإنسان وغالباً ما تصيبه بالسمنة. وأضاف:» فكما يعتبر هذا النوع من المأكولات مضر بالصحة، فإن هذه الأخبار المتسارعة لها نفس التأثير على الصحة النفسية للفرد والتي بدورها تؤثر على صحته الجسمانية» ، مشيرا إلى أن مصادر الأخبار كمصادر الطعام الذي يتسبب غير الصحي منه في السمنة، كما شبه مثلاً موقع تويتر بالتسالي (السناكس) والفيسبوك واليوتيوب بمطاعم الوجبات السريعة، والمواقع الإخبارية ومواقع وسائل الإعلام بالمطاعم العادية، ووسائل الإعلام التقليدية ذاتها بطعام المنزل، مشددا على أن مستخدمي الهواتف الذكية بحاجة لعمل نظام يشبه النظام الغذائي للتقليل من تعرضهم للأخبار.
هذا وفي نهاية الأمسية، تقدم الأستاذ حمود الذييب بالشكر الجزيل للدكتور علي بن ضميان العنزي على محاضرته المميزة، مهدياً له درع الاثنينية تقديراً له.
كما قدم الأستاذ حمود درعاً آخر للشاعر الأكلبي تقديراً لمكانته الشعرية وقصائده التي طالما أثرى بها أمسية الذييب.