ياسَيِّديْ الشِّعْرَ؛قُلْ لي كيف تأتلِفُ؛
وأنت تشبه رِيْحَ الصَّيفِ إِذْ تَجِفُ؛
كأنَّما غاسِقٌ ثاوٍ على غُرَرٍ
في ظُلْمَة؛ٍ والدُّجَى إِلْفٌ وما أَلِفُوا؛
إذا تُواتِيْ فَمِنْ شئٍ شبيهِ ظَمَاً
أو زُخْرُفٍ حَاوَمَتْهُ الطَّيْرُ تَزْدَلِفُ؛
وصَفَّقَ النَّاسُ في عيني كَأَنْ نَعَسُوا
راحُوا مَراوِدَ كُحْلٍ ثم بي هتفُوا؛
مَنْ قالَ أوَّلَ شِعْرٍ ليْتَ حَدَّثَنَا
أنَّ اليواقِيْتَ باحَتْ سِرَّها الصَّدَفُ؛
وأنَّ مائِيَ مثْلُ الصَّوتِ في نَغَمٍ
روَّى المقاماتِ والعَوَّادُ يغْتَرِفُ؛
هذا النَّهَاوَنْدُ ؛والدَّانَاتُ لاهِيَةٌ
على ضِفَافِ الحكَايا نُونُها زُلَفُ؛
يالأَنْجُمُ الزَّاهِرَاتُ؛ الليلُ مِنْ سَغَبٍ
والشَّئُ؛ هَلْ أنْتِ في شَمْسِ الضُّحَى نِتَفُ؛
إمَّا سُهيلٌ يمانيًّاً؛؛ هتَفْتُ أنا؛؛
إمَّا الثُّرَيَّا؛صَدَىً نَاءٍ؛ أنا الأَسِفُ؛
شاميَّةُ اللَّفَتَاتِ اسْتَوْحَشَتْ رَهَبَاً
يارَاغِبِيْها نَأتْ عَتْبَى وتَرْتَجِفُ؛
وغُوْطةُ الشَّامِ ظَمْأى؛؛ماؤُها مِزَقٌ
هلْ يَظْمَأُ الماءُ حِيْنَ الماءُ يَنْخَسِفُ؛
آمَنْتُ باللهِ أَيُّ الرِّيْحِ مُوْقَدَةً
تَهُبُّ في نَادِيَاتِ الغَيْمِ؛لَمْ»تَقِفُ»؛
ياسَيِّديْ الشِّعْرَ؛قُلْ للزَمْهِريرِ شَتَا
هل فيكَ يابَرْدُ؛والأنْواءِ مُلْتَحَفُ؛
غَضُّ الصِّبَا؛إذْ تَراءى لا غِطاءَ له
فَلا صِبَاهُ صِبَاً؛لامَاؤُه يَكِفُ؛
وفي المعَرَّةِ نَوءُ الشِّعْرِ في أَسَفٍ
ماذا يُخَبِّئُ فيكَ النَّوءُ يا أَسَفُ؛
ما في القَنَادِيْلِ غيرُ الزَّيْتِ أَرَّقَها
مَتَى تَفِئُ الدِّيَارُ التي أَحْبَابُنَا عَرَفُوا؛
مَتَى المُغَنِّي إِذَا غَنَّى على»بَرَدَى»
رَقَّتْ لَهُ المُهَجَاتُ البِيْضُ والهَيَفُ؛
فَمَا تَعَطَّفُ في الأَثْوابِ شَمْسُ ضُحَىً
إِلَّا لِتَنْشَقَّ عَنْ عُرْيِ الضُّحَى السُّجُفُ؛
وما أَضَأْنَ البُرُوقُ الرَّاعِشَاتُ مَسَاً
إِلَّا لِيَقْبِسَ مِنْهَا الرَّاعِشُ الدَّنِفُ؛
لَوْ نَافِثَاتُ الدُّجَى يَنْفُثْنَهَا عُقَدَاً
في لَمْعَةِ البَرْقِ دَاجَى بَرْقَهَا الجَنَفُ؛
يا أَيُّهَا المَرْمَرُ المَنْحُوْتُ مِنْ وَجَلٍ
أَوْ قِيْلَ مِنْ شَفَقٍ؛أَلْوانُهُ وَكَفُوا؛
صَبَوْتَ تَرْقُبُ في الإِيْحَاشِ صَافِنَةً
بَلْقَاءَ هَلْ حافِرٌ في حافِرٍ تَلَفُ؛
كالنَّقْشِ في الماءِ هذا النَّاسُ مُشْتَبِهٌ
عليهِمُ اللَّونُ؛ غُمَّ اللَّونُ وانكَشَفُوا؛
مُمَرَّدٌ ذا التَّصَابِيْ فَارِهٌ عَجَبَاً
مَنْكُوثُ لَونٍ فَياأَنْكَاثَهُ ائْتَلِفُوا؛
مَنْ مُرْخِيَاتِ الخُطَى؛ مَنْ سَافِكَاتُ هَوىً
شبيهِ يُتْمِكَ-جَوْعَى حُسَّرَاً-وجَفُوا؛
كأَنَّما فُصِدَتْ هذي الخُدُوْدُ دَمَاً
ياقُوتَ لَونٍ؛عَقِيقَاً دُونَنَا يَزِفُ؛
قَدْ يَكْتَسِيْ الجَفْنُ مِنْ ثَوبِ الظَّلامِ رِياً
وضَافِيَاتُ ثِيابِيْ عَ الرِّيا أُنُفُ؛
أَسِيْتُ؛هلْ مُرْخِياتُ الذَّيْلِ دُوْنَ دَمٍ
يَدْمَى؛وهَلْ حَاسِرَاتٌ ذَيْلَها الصُّدَفُ؛
ياسَيِّدِيْ الشِّعْرَ؛قُلْ للرَّائِحَاتِ ضَنَىً
مَتَى تَقِفْنَ المنَايا؛الياءُ والأَلِفُ؛
مُوَلَّهٌ وَجْهُ هَذا الجُوْعِ مُصْطَخِبٌ
بالنَّأيِ؛والجُوْعُ أَنْ تَنَأى وهُمْ تَرِفُوا؛
ياشَامُ؛هذِيْ خُطَاهُمْ وَقْتَ ما عَتَبُوا
ياشَامُ؛هذَا بُكَاهُمْ وَقْتَ ما أَسِفُوا؛
المُوْحِشُونَ كَأَنْ يَأْجُوجُ صَبَّحَهُمْ
يَأْجُوجُ مَأْجُوجُ؛ما آوَوْا وما عَطَفُوا؛
ذي الأَعْيُنُ النُّجْلُ إِلاَّ مِنْ صِبَا دَعَجٍ
فُرِّقْنَ في التِّيْهِ؛ هَلْ في التِّيْهِ مُنْصَرَفُ؛
جُنَّتْ بِنَا الرِّيْحُ؛جُنَّ اللَّيْلُ؛لَيسَ بِنَا
إِلاَّ السَّدِيْمُ؛إِذَا نُعْيِيْهِ يَنْكَشِفُ؛
وفِي تُخُومِ المَرَايا؛اللَّوْنُ شِبْهُ دَمٍ
وفِي تُخُومِ المَنَايا؛مَوْتُنَا سَرَفُ؛
الغَابِرُ النَّجْمُ؛إِنْ يَخْفُتْ فَمِنْ طَرَفٍ
كَيْمَا يُرَاعُوْهُ؛ ما أَعْيَوْا وما طَرَفُوا؛
في صَفْحَةِ النَّهْرِ رَعَّاشَاً؛ودُوْنَ ثَرَىً
مِثْلِ المَحَارِ؛كَأَنْ شَابَتْ بِهِ النُّطَفُ؛
ياصُبْحُ؛في المَاءِ-أَعْمَى-سَوْطُ لاهِبِه
قُلْ للخَصِيْبِ أَأَعْيَا مَاءَهُ الخَرَفُ؛
إِنَّا إِذَ اصْطُفَّتْ الأَثْوابُ يَوْمَ بِلَىً
قُمْنَا نَصُفُّ جَدِيْدَاً فَوْقَ ما نَصِفُ؛
ياسَيِّدِيْ الشِّعْرَ؛مَاذَا الغَابِرُوْنَ نَجَوْا
مَاذَا يُشَابِهُ في بَطْحَائهَا النَّجَفُ؛
ياسَيِّدِيْ الشِّعْرَ؛أَيُّ الجُرْحِ وَحْشَتُنَا
حَتَّى إَذَا الْتَامَ قَالُوْا فِيْهِ مُرْتَشَفُ؛
مَنْ صُلِّبُوا في المرايا التِّيهِ سُقْمُهُموا
أمواتُ أحياءُ، يا حكَّاءُ ما انتصفُوا؛
أمواتُ أحياءُ، ماذا عَبَقَرِيُّهُمُو
وحادي الرِّيحِ، لا عقلٌ ولا نَصَفُ؛
أحياءُ أحياءُ، واللَّاهُونَ في شُبَهٍ
مَنْ بالمفازاتِ، لَهْثًا، صُبِّحُوا اختلفُوا؛
والصيفُ ما الصيفُ، ما الأشباهُ في غَلَسٍ
كذاتِ صِرٍّ، بما في صِرِّها كَلِفُوا؛
مِنْ سَيْفِ حَمْدَانَ حَتَّى اليَوْمِ؛ كَمْ كَبِدٍ
ظَمْأَى؛عَلَى «بَرَدَى»هَلْ مَاؤُهُ تَرَفُ؛
- شعر/ محمد العُمري