«الجزيرة» - عبدالعزيز المتعب:
حينما يصدر الحديث من الكبار في مجالهم وهم أصحاب التجربة المتبلورة تماماً إلى حد التفرد، أمثال الشاعر الكبير الأمير بدر بن عبد المحسن فإنَّ ذلك يُفضي إلى (كنز من الوعي والشاعرية الفذة المسداة كنصيحة لا تقدر بثمن).
إن التواجد لمجرد التواجد لا يضيف للشاعر ولا للشعر الحقيقي، كذلك أيضاً إقحام المفردات بداعي وهم التجديد والتميز كل ذلك كمن يبني بيتاً من الجليد الهش تحت شمس الصيف الساطعة، يضاف إلى كل ذلك أن كل القصائد الجيدة المستوفاة لشروط الشعر إذا كانت (متشابهة) فهي أيضاً لا تضيف للشعر والشاعر، لأن الأخير لم يأتِ بجديد من خلالها، وهذه جزئية مهمة تضيف للحراك الثقافي والأدبي وتحديداً للشعراء (من منظور نقدي) فيما يخص الشعر الشعبي سواء العمودي أو التفعيلة منه، تطرق لها الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن عبر برنامج (يا هلا) على شاشة - روتانا خليجية في اللقاء الذي استضافه فيه الإعلامي خالد العقيلي الذي بدوره سأل الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن عن غيابه فأجابه بأن القصيدة الجديدة للشاعر يجب أن يكون لها من اسمها نصيب في الفكرة ومضامين المعنى والتميز، وهذا ما يجب أن ينتهجه الشعراء الذين يبحثون عن التميز في المعنى والمبنى، وقد لقيت هذه الإجابة اصداء واسعة في الساحة الشعبية تفعيلاً لمقولة (وبضدها تتميز الأشياء)، لأن فيها تعديلاً للمعوج من نهج بعض حال الحضور للشعراء عبر وسائل الإعلام التي لسان حالها (حضر الشعراء وغاب الشعر).