سعد الدوسري
إن أكثر ما حاولت أن أشدد عليه في تعليقي على حادثة معرض الكتاب، هو أن التيارات المعتدلة في بلادنا، استطاعت أن تقدم الإسلام تقديماً يليق به، وأن ثمة تياراً يصر على العدائية والتشنج وعدم التسامح، وإنني مثل غيري، أتمنّى أن يعيد هذا التيار حساباته، وينخرط في حياة الحوار.
لقد قلتها بكل وضوح:
- لا خيار لهذا التيار، سوى المجادلة بالحسنى.
لقد استنفذ العنف كل أدواته، إلى أن أفلس وأفلس مناصروه، إذ صار واضحاً للجميع أنه لن يؤدي إلا للخراب والتهلكة والتدمير؛ تدمير الممتلكات وتدمير البشر وتدمير الدين نفسه. لقد تحولت صورة المسلم العنيف، الذي يدخل المكان، فيقلبه رأساً على عقب، دفاعاً عن قيمه، من صورة إيجابية للمسلم الغيور على دينه، إلى صورة المسلم الفاقد لأدوات الحوار ومتطلبات الإقناع. لقد تطور وعي الأطفال والفتيان والشباب، بفضل الله ثم بفضل تقدم وسائل الحوار، فاكتشفوا أن ثمة خيارات عديدة، بإمكانها أن تنقل أفكارهم وقناعاتهم للآخر، دون أن يضطروا لاستخدام العنف.
لقد أسهم تيار التشنج في خلق الصورة السلبية، التي تعمل بقية التيارات المعتدلة منذ سنوات طويلة وحتى اليوم، على تصحيحها، وعلى إعادة الصورة المثالية لهذا الدين الوسطي المتسامح المتعايش، ونرجو ألا يكون الوقت قد تأخر لمثل هذا التصحيح. نرجو ألا يكون أعداء الإسلام لا يزالون يخططون لضربه، من خلال المنتجات السابقة لهذا التيار.