فهد بن جليد
ليس هناك أضر على المرأة العربية إعلامياً من -بعض- البرامج النسائية على الفضائيات العربية، التي يُفترض أنها وضعت لتهتم بالشأن النسوي من أجل المرأة وقضاياها، بما يتناسب مع مبالغ إنتاجها الضخمة، وتحقيقها لنسب إعلانات مُرتفعة، وهو ما جعلها للأسف تنقسم بين السطحية والتهميش بالحديث عن الطبخ والنفخ والشفط والمكياج، وبين المُبالغة في طرح القضايا والمشاكل بشكل مشوَّه بهدف الإثارة وخراب البيوت وعدم الإنصاف والتشويش، من خلال السوداوية التي تُقدم. المُشكلة قديماً أنَّ مُعظم برامج النساء كان يُعدها رجال وتقدمها نساء، بينما المُشكلة الأكبر حالياً أن البرامج الأكثر فشلاً وسطحية هي برامج تُعدها نساء وتُقدمها نساء، مشاكل معظم هذه البرامج على الفضائيات العربية -تعزز برأيي- مقولة أنَّ النساء لا يستطعن إنتاج برامج خاص بهن ومُفيدة لهن، دون أن تكون هناك صراعات ومؤامرات واشتباكات وخلافات، يُشارك فيها المشاهدون والمتابعون أحياناً!.
هذا الأسبوع استوقفني أحد البرامج، الذي يُقدم بالنكهة النسائية العربية الحديثة، عندما تناولت ثلاث مُذيعات (مُمثلات في الأصل) على الهواء مُباشرة (بصل أخضر) أمام المُشاهدين، وتفرغنَّ للحديث والنكد والحش، وبدأت الحرب الكلامية بين الأطراف المُتناحرة على الطاولة (برائحة البصل)، والتفنن في تقديم النصائح والوشاية للزوج حتى (يزَّوَغ من البيت) على قاعدة فتح عيون (القطة المُغمضة)... إلخ!.
سر نجاح بعض برامج النساء على الفضائيات العربية واستمرارها، هو الانسجام الظاهر على المُذيعات، وطيب معشرهن بالحوار البناء، مع حفظ حق الاختلاف في وجهات النظر وإبداءه حول المواضيع المطروحة، بما يحفظ للتنوع الثقافي وجوده، أمَّا معظم البرامج الحديثة فهي تعتمد على الصراع بين المُذيعات على الشاشة وربما امتد إلى خارجها عبر (جيوش) كل فريق على شبكات التواصل الاجتماعي، نتيجة اختلاف وجهات النظر، كمادة أساسية تعتمد عليها هذه البرامج في المُنافسة... إلخ.
المُتضرر الأول من كل هذا هو المُشاهد وتحديداً المرأة، فالمحتوى المُقدم في معظم البرامج النسائية الفضائية لا يرقى إلى المستوى الذي تستحقه وتنتظره المرأة العربية، وكأنَّ برامج النساء في الفضاء العربي مُختطفة، ولا تُمثل المرأة الحقيقة؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،