«الجزيرة» - فيينا:
أعلن أمس الأول مدير عام صندوق أوبك للتَّنمية الدَّوليّة «أوفيد» سليمان جاسر الحربش، عن اعتماد مجلس المحافظين - خلال جلسته الاعتيادية الـ 158 والأولى لهذا العام - تمويلات ميسَّرة جديدة تقدر قيمتها الإجماليَّة بما يناهز 190 مليون دولار لتعزيز التَّنمية الاجتماعيَّة والاقتصاديَّة المسْتدامة في أكثر من 15 بلداً شريكاً في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينيَّة والكاريبي.
وأوضح الحربش أنَّ أكثر من نصف هذه التمويلات الميسَّرة، وقدرها 106 ملايين دولار، قد تمَّ تخصيصها للمشاركة في دعم ثلاثة مشاريع مهمة للقطاع العام في كل من بوليفيا وبوروندي وإثيوبيا، وهي قطاع الري والزراعة والنقل. وفي إطار برامج أوفيد الاقراضية للقطاع الخاص وتمويل التجارة، ذكر الحربش أنه قد تمَّ اعتماد أربع عمليات بقيمة إجمالية تناهز 80 مليون دولار في كل من هندوراس وزامبيا ولبنان وعدد من البلدان الأفريقية.
وأشار مدير عام «أوفيد» إلى أن هذا يأتي إضافة إلى اعتماد ثلاث منح قيمتها 2.4 مليون دولار لدعم مبادرات صحية وتعليمية وبرامج تعزيز الأمن الغذائي في مالي والنيجر وبنجلادش وكامبوديا وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، وميانمار، ونيبال وفييتنام وفلسطين، منوهاً بالمنحة الخاصة بفلسطين والتي يديرها برنامج الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين في الشرق الأدنى «الأنروا» وقدرها مليون دولار لتحسين نوعية الدراسة وظروف التعليم للأطفال الفلسطينيين في قرية بيت عنان.
وأكد الحربش أن تمويلات «أوفيد» تأتي وفقاً لإستراتيجيَّاته الجديدة التي تم تطويرها استجابة لواقع إنمائي جديد ينضبط عبر منهج علمي شامل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة واسعة النطاق والتي تشمل النمو الاقتصادي والاجتماعي وحماية البيئة، وما لهذا من أثر بالغ في تحسين ظروف المعيشة وتحقيق تنمية حقيقية على أرض الواقع. وأضاف أنَّ إستراتيجيَّات «أوفيد» الجديدة تركز على توفير المياه والطاقة والغذاء كنهج إنمائي شامل ومتكامل الترابط يحظى بأولوية في الأجندة العالمية العاجلة للتنمية المستدامة.
واشتملت المنح التي أقرها المجلس وقيمتها الإجمالية 2.4 مليون دولار: المنحة الأولى وقدرها 800 ألف دولار وتُوجَّه إلى مركز كارتر لدعم المرحلة الثانية من مبادرة القضاء على مرض التراخوما المسبب للعمى في كل من مالي والنَّيجر. وتشمل أنشطة المشروع إجراء العمليات الجراحية التصحيحية بالمجان لنحو 36 ألف مريض، وتوزيع مراهم العيون والمضادات الحيوية، فضْلاً عن تعزيز حملات النَّظافة وبناء المراحيض اللازمة للتخلص من الذباب الذي يعد ناقلاً خطيراً للبكتيريا المسببة للمرض. كما تشمل أنشطة المشروع تعزيز الأبحاث اللازمة لدعم البرنامج العالمي للقضاء على التراخوما. ويأتي هذا إضافة إلى بناء القدرات من خلال توفير الدورات التدريبيَّة للثقافة الصحية لنحو 9500 شخص من العاملين في مجال الصِّحة والتَّعليم فضْلاً عن قادة المجتمعات والجمعيَّات النسائيَّة. أما المنحة الثانية وقدرها 600 ألف دولار فتقدم للوكالة الدولية للطاقة الذرية لتعزيز الأمن الغذائي والتغذية المحسّنة، فضْلاً عن تعزيز الزراعة المسْتدامة من خلال تنفيذ مشروعين في ستة بلدان، هي: بنجلادش، كامبوديا، وجمهورية لاو الديمقراطية الشعبية، ميانمار، ونيبال، وفييتنام. ويستهدف المشروع الأول تطبيق التقنيات النووية لتشخيص ومكافحة الأمراض الحيوانية العابرة للحدود في البلدان المتضررة؛ بينما يركز المشروع الثاني على تعزيز وسائل الإنتاج المسْتدام للأرز من خلال تعزيز تقنيات إدارة المياه والتربة إضافة إلى بناء القدرات بين المزارعين والعلماء والشركاء الوطنيين. بينما المنحة الثالثة وقدرها مليون دولار قدمت لوكالة الأمم المتحدة المعنية بإغاثة وتشغيل اللاجئين في الشرق الأدنى «الأونروا» لدعم مبادرة تحسين نوعية الدراسة وظروف التعليم للأطفال الفلسطينيين في قرية بيت عنان بالقدس. ويشمل هذا المشروع ترميم وبناء طوابق وفصول إضافية في مدرسة بيت عنان فضلاً عن توفير الأثاثات والمعدات الدراسية اللازمة.
مشاريع القطاع الخاص
في إطار مرفق القطاع الخاص، اعتمد المجلس أمس اثنين من التسهيلات تبلغ قيمتهما الإجمالية 9.5 مليون دولار. وتستهدف العملية الأولى المزيد من التوسع في مجال توليد طاقة الرياح في هندوراس، بينما تستهدف الأخرى دعم التنمية الحضرية في زامبيا.
عمليات تمويل التجارة
وفي إطار مرفق تمويل التجارة، اعتمد المجلس برنامجاً جديداً لتقاسم المخاطر بمبلغ قدره 50 مليون دولار لدعم التجارة الدولية في البلدان الأفريقية على وجه الخصوص. كما تم اعتماد 20 مليون دولار لدعم عمليات التجارة الدولية في لبنان.