أبها - عبدالله الهاجري:
كأول مسؤول إسلامي وعربي، استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالبيت الأبيض، ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، وقد تناول لقاء الأمير محمد بن سلمان، مع ترامب عدة نقاط مهمة أبرزها التأكيد على تعزيز العلاقات الاستراتيجية السعودية الأمريكية والعمل جديًا أن تبقى أقوى من أي وقت مضى.
وشهد هذا اللقاء كسر البيت الأبيض «البروتوكول»، بإقامة وليمة غداء للأمير محمد بن سلمان بأمر الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض، في الوقت الذي لا يقيم الرؤساء الأمريكيون ولائم إلا لرؤساء الدول المهمين جدًا.
ومن المعتاد إلا يُسمح للمصورين ووسائل الإعلام بالحضور والتقاط الصور إلا في حال كان الاجتماع مع رئيس دولة، وقد ظهر فيديو تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في جلسة ودية وفكاهية مع الصحافيين.
وظهر الاثنان جالسين وعلامات الارتياح بادية على وجهيهما، وأشار ترامب إلى الصحفيين قائلاً: «إنهم أناس لطفاء»، فرد ولي ولي العهد «أتمنى ذلك».
وكانت تغطية الإعلام الأمريكي للزيارة، كما وصفها الاستاذ عبدالرحمن الراشد بالإيجابية، وقال الإعلامي السعودي في تغريدة له «تغطية الإعلام الأمريكي لزيارة ولي ولي العهد إيجابية على غير العادة، حتى أخبار فوكس نيوز عن الزيارة جيدة، وألتقت بمستشار ولي ولي العهد».
وقد أكَّد مستشار ولي ولي العهد، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود في مقابلة تلفزيونية مع قناة «فوكس نيوز» ليل الثلاثاء حول اللقاء الذي وصف «بالتحول التاريخي» في العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة والسعودية، وأن الاجتماع بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والأمير محمد بن سلمان أظهر توافقًا ممتازًا بين الرجلين على الصعيد الشخصي كما العام.
وأضاف أنه تم التطرق خلال اللقاء إلى عديد من الملفات المهمة، حيث كان هناك توافق في وجهات النظر.
كما أشار إلى أن الأمير محمد بن سلمان كان حريصًا على التأكيد على أهمية العلاقة الاستراتيجية بين المملكة وأمريكا، وضرورة الاستمرار في تلك العلاقة بطريقة إيجابية ومثمرة للبلدين.
وعند سؤاله حول تصريحات سابقة للرئيس الأمريكي حول نيته دفع دول الخليج إلى دفع الأموال من أجل إقامة مناطق آمنة في سوريا ومحاربة داعش، قال ابن فرحان: إن «السعودية لطالما لعبت دورها في المنطقة وبذلت جهودها من أجل استقرارها، وهي لطالما أكَّدت جهوزيتها للتعاون مع الولايات المتحدة من أجل مجابهة داعش سواء في سوريا أو العراق أو عبر المنطقة، وليس فقط ماليًا بل إن المملكة عرضت في عهد الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما أن ترسل فرقها إلى سوريا من أجل مجابهة داعش، إلا أن إدارة أوباما لم تبد حماستها. وهذا العرض ما يزال قائمًا».
ولدى سؤاله إن كانت مسألة المناطق الآمنة طرحت في لقاء الثلاثاء بين ترامب ومحمد بن سلمان، أشار إلى أنه «لا يعلم إن كانت طرحت في اللقاء»، إلا أنه أكَّد أن السعودية حريصة على ألا تقتصر محاربة داعش على اجتثاثه اليوم، بل أيضًا إزاحة الأرضية أو الأسس التي أسهمت في «نشوئه»، وهذا يتضمن حماية المدنيين في سوريا من النظام وإيران.
وبين المستشار السعودي أنه تم مناقشة عديد من الملفات الاقتصادية بين البلدين، ومن ذلك استثمارات كبيرة في الولايات المتحدة من قبل الجانب السعودي. وفتح فرص للشركات الأمريكية التجارية بشكل كبير واستثنائي للدخول في السوق السعودي وأكَّد المصدر»أن هذا لم يكن ليتم إطلاقًا لولا جهود الرئيس ترامب في تحسين بيئة الاستثمار في أمريكا».
وقال المستشار السعودي: إن الجانبين أبديا اتفاقًا على أهمية التغيير الكبير الذي يقوده الرئيس ترامب في الولايات المتحدة وتزامن ذلك التغيير في السعودية عبر رؤية السعودية 2030.
وختم المصدر بتعليق أن التعاون بين البلدين بعد الاجتماع التاريخي اليوم سيكون في أعلى مستوى له، وأن هناك الكثير من التفاصيل والأخبار الإيجابية سيتم إعلانها خلال الفترة المقبلة.
هذا وتابعت القنوات الإخبارية الأمريكية والصحف اليومية هناك زيارة ولي ولي العهد ولقاءه بالرئيس الأمريكي ترامب، حيث قالت صحيفة نيويورك تايمز إن الرئيس ترامب استضاف الأمير محمد بن سلمان بالبيت الأبيض في مسعى جديد من قبل الإدارة الأمريكية لإعادة الدفء إلى العلاقات بين البلدين بعد فترة من التوتر أثناء الإدارة السابقة لـ «أوباما» كما أشاد الرئيس الأمريكي بجهود المملكة في حلّ قضايا المنطقة ومحاربة الإرهاب، وأكَّد حرصه على ضرورة مواصلة تعزيز إمكانات المملكة في مجالات الدفاع.
وحرص كبار المسؤولين ومساعدي «ترامب» على حضور الاجتماع، ولقاء الأمير محمد بن سلمان، منهم نائب الرئيس ومستشار الأمن القوي، وكبير مستشاري الرئيس، ورئيس موظفي البيت الأبيض.
هذا وتوقعت شبكة «أن بي سي نيوز» الأمريكية في تقرير لها أن ينجح الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته المهمة إلى واشنطن في الترويج للمملكة كوجهة استثمارية، في الوقت الذي يقود فيه الأمير محمد الجهود داخل المملكة من أجل إنعاش الوضع المالي للبلاد وخفض الاعتماد على النفط كمصدر أساسي للاقتصاد السعودي، وهو ما يُعطي للاستثمارات الأجنبية في المملكة أهمية أكبر من أي وقت مضى، بحسب تقرير «أن بي سي».
وتقول شبكة «أن بي سي نيوز»: إن الأمير محمد بن سلمان يطمح من الإجراءات التي يقودها في السعودية إلى إيجاد فرص عمل جديدة في القطاع الخاص للشباب ممن هم في مقتبل العمر، في الوقت الذي تقول الإحصاءات إن نصف سكان المملكة البالغ عددهم 21 مليونًا هم من الشباب ممن هم دون الـ25 عامًا.