«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
أصدرت لجنة الانضباط برئاسة الدكتور خالد بانصر قراراتها المتعلقة بمباراة كلاسيكو الكرة السعودية الذي جمع الهلال بالاتحاد على ملعب مدينة الملك عبدالله بجدة، ولقيت هذه القرارات استهجان الوسط الرياضي بكافة شرائحه، وأكد عقلاؤه بأنه لا يمكن أن نسير نحو المقدمة طالما قرارات لجنة الانضباط متفاوتة، وتصدر قراراتها بحسب ردة الفعل الإعلامية لا وفق الأنظمة واللوائح..!
لجنة الانضباط وبقراءة بسيطة لقراراتها التي أصدرتها بخصوص ما حدث في مباراة الاتحاد والهلال سنكتشف بأنها تعاملت مع الهلال وفق ردة الفعل الإعلامية، وقامت بمعاقبة نواف العابد حسب المادة 52 والتي تنص على «أن أي شخص يقوم بإثارة الجماهير بالفعل أو القول أو الإشارة خلال أي مباراة يتم إيقافه مباراتين ويعاقب بغرامة مالية قدرها 40 ألف ريال»...!
وبالعودة للقطة نواف العابد، فقد أكد غالبية الوسط الرياضي بأن ما قام به نواف العابد لا يُعد استفزازاً، فهو فرح بهدفه بطريقته الخاصة، ولم يخرج خارج المستطيل الأخضر، وكانت فرحته طبيعية، بل إن الكثيرين من المدربين الوطنيين «وهم القريبون من كرة القدم» أكدوا بأن فرحة العابد طبيعية، ولا يوجد فيها استفزاز، ولو فرضنا أن فيها استفزازاً مثل ما قالت لجنة الانضباط، فنحن أمام ردة فعل من العابد على المقذوفات التي رميت من قبل جماهير الاتحاد، فلماذا يُعاقب اللاعب بالحرمان من اللعب والغرامة المالية، بينما يُكتفى بمعاقبة الجمهور مالياً...!؟ ولماذا يُعاقب نواف العابد على ردة الفعل، ويترك غيره ممن ارتكب نفس الفعل متعمداً.؟!.
أين لجنة الانضباط عن استفزازات رئيس نادي النصر؟ وآخرها ما كان أمام جمهور الأهلي.. وأين لجنة الانضباط عن معاقبة لاعب فريق الأهلي سعيد المولد الذي احتفل أمام جماهير الاتحاد..!؟ وأين لجنة الانضباط عن معاقبة محمود كهربا الذي احتفل أمام جماهير الأهلي...!؟
كل تلك الأسئلة تحتاج لأجوبة من الدكتور بانصر، ولكنه لن يستطيع الإجابة، ففي الإجابة ما يدينه ولجنته بالتفاوت...!
أما معاقبة جماهير الاتحاد بالغرامة والاكتفاء بذلك وهي من فعلت ذات الأمر أكثر من مرة فهذا فيه إجحاف كبير، وليس من العدل في شيء، بل إنه يخالف لائحة لجنة الانضباط التي تنص على أن تكرار مخالفة الجمهور يعرضه للحرمان من الحضور لمباريات فريقه، فلماذا اكتفت لجنة الانضباط بالغرامة...!؟
أما ثالث الأثافي، وأغرب ما شاهدناه من لجنة الانضباط هو تجاهل كل من تسبب في تلك المشاكل، حيث فلت من معاقبة الحكم، ومن ثم فلت من معاقبة لجنة الانضباط، ونعني هنا عدنان فلاتة الذي أشعل المباراة، وأجج الجماهير، وقاد زملاءه لاعبي الاتحاد للانفلات، ولكن لجنة الانضباط غضت الطرف عنه، ولم يصدر بحقه أي شيء، ناهيك عن بعض لاعبي الاتحاد الذين ضربوا وتمادوا في اللقاء مثل أحمد عسيري وعكايشي ومحمود كهربا، فلماذا عاقبت لجنة الانضباط نواف العابد الذي احتفل بهدفه بطريقته الخاصة، وتجاهلت كل من أشعل فتيل المباراة..!؟
لقد رسبت لجنة الانضباط في أصعب اختبار لها، وعلى اتحاد القدم الجديد بقيادة عادل عزت البدء بالتفكير نحو تغييرها، فهذه اللجنة منذ الأمد الطويل وهي تعاني من التفاوت في القرارات، وحان الوقت لإعادة ترتيبها لتتماشى مع الخطة الاستراتيجية لاتحاد القدم الجديد.
خاتمة..
لجنة الانضباط قامت بفرض عقوبة على نواف العابد لاحتفاله بالهدف الهلالي الثالث وقالت بأنه احتفل أمام جماهير الاتحاد.. وحتى يعرف المتابع الرياضي بأنهم عاقبوا العابد بناء على ردة الفعل الجماهيرية والضغوط الإعلامية، فيكفي أن نقول.. بأن ادواردو احتفل بهدف الهلال الأول بالقرب من جماهير نادي الاتحاد، بل إنه كان عند احتفاله أقرب للجمهور الاتحادي من العابد، فلماذا عاقبت لجنة الانضباط العابد وتركت ادواردو...!؟
الجواب بسيط.. العابد أُثيرت قضيته إعلامياً، بينما ادواردو لم يتحدث عنه أحد.. وهذا دليل على أن لجنة بانصر لا تتبع النظام، وأي لجنة لا تتبع النظام وتُسير من قبل الإعلام لا تستحق البقاء...!