جاسر عبدالعزيز الجاسر
فرقٌ كبير بين من يقيم معسكرات الإرهاب وينشر مليشيات العنف الطائفي وجماعات الإقصاء المذهبي ويعمم ثقافة الكراهية، وبين من يعمل على نشر ثقافة الحوار والتسامح.
فرق كبير بين من يعمل ويسعى ويدرب لقتل البشر، وبين من يعمل على نشر السلام والدفاع عن الإنسان.
فرق بين من يشوِّه صورة الإسلام في المناطق التي تقيم فيها الجاليات الإسلامية بل وحتى الدول الإسلامية من خلال العمل على إثارة الفتنة الطائفية وتشجيع المتطرفين والمتشددين ودعم الجماعات الإرهابية لتنفيذ الأعمال والجرائم الإرهابية في جميع مناطق العالم من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا إلى قلب أمريكا وآسيا، وبين من ينشر ويقيم مراكز الحوار والتسامح والسلام ويساعد على نشر ثقافة القبول بالآخر لتحسين صورة المسلمين في الخارج.
فرقٌ شاسع يلمسه كل منصف بين ما تقوم به المملكة العربية السعودية، وحكام إيران من الملالي الذين يديرون هذا النظام.
المنصفون يعرفون أن ملالي إيران نشروا نهج وأسلوب الإرهاب والعنف والقتل والكراهية من خلال دعمهم وإنشائهم للمليشيات الطائفية والفِرَق الإجرامية، وأقاموا معسكرات لتدريب الإرهابيين في الدول التي وصل عملاؤها لحكمها، وبعد تدريب من يجلبونهم يعيدون تصديرهم لتنفيذ العمليات الإرهابية والإجرامية فينثرون القتل والدمار والخراب.
أيضاً يعلم المنصفون والمتابعون والمهتمون بالشؤون الإسلامية بالذات كيف تقوم قيادات المملكة العربية السعودية بخدمة الإسلام والمسلمين، بل وحتى الإنسانية جمعاء، بالعمل على مواجهة التطرف والإرهاب من خلال العمل على تعزيز ثقافة الحوار والتسامح ونشر الوسطية التي يقوم عليها الدين الإسلامي ومحاربة الغلو والتطرف في جميع الأديان والثقافات. إذ يتابع المهتمون بالقضايا الإسلامية نشاط المملكة العربية السعودية في الدفاع عن الإسلام والمسلمين وتحسين صورة هذا الدين العظيم والمسلمين بعد تفشي الصور النمطية التي عممتها القوى المعادية للمسلمين وزاد من تفاقمها ونشرها ممارسات الإرهابيين والمتطرفين المدعومين من الأنظمة المتشددة وعلى رأسها نظام ملالي إيران.
ورصد المختصون في القضايا الإسلامية جهود قادة المملكة في تعزيز الصورة الحقيقية للإسلام والمسلمين من خلال العمل على إيصال حقيقة الإسلام والمسلمين بإقامة مراكز الحوار والمعاهد التي تعمل على نشر ثقافة الحوار والتسامح، فإضافة إلى تبني عقد مؤتمر الحوارات التي تحث على لقاء الثقافات وتشجيع ثقافة التسامح وتمويل المملكة لهذه المؤتمرات واللقاءات، أنشأت المملكة مركزاً لحوار الثقافات والديانات في العاصمة النمساوية فيينا، والذي يُعَدَّ من المراكز الدولية المهمة في نشر ثقافات الحوار والتسامح وتقبل الآخر.
أما آخر إضافات قيادات المملكة العربية السعودية فهو إنشاء مركز الملك سلمان للسلام العالمي والذي سيكون مقره في ماليزيا، والذي يُعَدُّ ترجمة عملية لسماحة الإسلام، والمركز يجمع جهود جهات عدة رسمية وثقافية في المملكة العربية السعودية وماليزيا، من خلال التعاون بين مركز الحرب الفكرية في السعودية ومركز الأمن والدفاع في وزارة الدفاع الماليزية وجامعة العلوم الإسلامية الماليزية ورابطة العالم الإسلامي. وإقامة هذا المركز الحضاري والثقافي في بلد مثل ماليزيا والذي يضم تنوعاً دينياً وعرقياً اختيارٌ موفق، لأنه سيعزز الجهود الإسلامية والعالمية لإشاعة السلام والاستقرار، وتقديم التجربة الماليزية والتي استطاعت إيجاد بيئة رائعة يتعايش فيها الماليزيون المسلمون مع مواطنيهم من المسيحيين والبوذيين والديانات الأخرى. وتقديم هذه التجربة التي يعيشها بلد إسلامي يدحض وبالوقائع ما يشيعه أعداء المسلمين من صورة نمطية مشوَّه عن المسلمين.