«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
صدر للدكتور عبد الرحمن بن صالح الشبيلي الجزء الثاني من كتابه (أعلام بلا إعلام) في طبعته الأولى 2017م، بعد أن أصدر الجزء الأول منه في عام 2007م، الذي ضمنه الشبيلي (42) سيرة من سير الأعلام في سياق رؤية إصداره؛ ليستكمل ثاني أجزاء كتابه مشتملاً على (50) عنوانًا لنحو (60) شخصية، يقدمها الكاتب إلى جانب الجزء الأول لمعرض الرياض الدولي للكتاب. وقد أخرج المؤلف هذا الجزء بطريقة خضعت للتغيير في أسلوب تنظيم الكتاب الإخراجي؛ إذ قسّم الكاتب الأسماء إلى خمسة حقول، بحسب مناسبة موضوعها، وذلك إلى: مقالات، محاضرات، مناسبات تكريم، تقديم، رثاء، ثم كشاف الإصدار الذي جاء في اثنتي عشرة وخمس مئة صفحة.
وقد قدم للكتاب في جزئه الأول الدكتور عبد العزيز الخويطر، الذي قال عنه الشبيلي: ما كان اختياري للخويطر لتقديم الجزء الأول من هذا الكتاب إلا لكونه «إمام» العازفين عن الأضواء، العاملين بصمت وإيثار. وقد حق لهذا الجزء أن يصدر بعد أن وافاه الأجل في 25/ 5/ 2014م أن يكون اسمه من بين أعلام الكتاب، وأن يتضمن حيزًا عنه، يمثل الحد الأدنى من حقه ومقداره.. بينما جاء إهداء الشبيلي حلة وفاء وقصة «أسرة»، عاش أفرادها كلمة الحياة رسمًا.. وقيمة.. ثقافة.. وسلوكا.. إذ يقول المؤلف: «لمن ظلت على الدوام بعيدًا عن دائرة الضوء.. تنافسها الأوراق والأحبار.. تحملت سأم التصويب والخربشات.. وطنين الآلة وعزلة الانشغال.. وصابرت كدر الأيام، مثلما ذاقت صفوها.. وثبتت بصبر في الملمات.. واحتسبت مرض العزيز وفقده.. ووقفت حياتها لأحفادها دون نفسها.. الزوج الرؤوم زكية عبدالله أبا الخيل.. والدة المرحوم (طلال) وشقيقتيه رشا وشادن، وأولادهم.. في ذكرانا الخمسين». هكذا يطل المؤلف بهذا الإهداء بإلماحات تطل بالقارئ على زوايا من الظلال الوارفة التي لم تمتد إليها الأضواء؛ لنستشعر يقينًا أن أفرادها -أيضًا- أعلامٌ بلا إعلام!