د. زايد الحارثي
لم يكن يوماً عادياً في ماليزيا ذلك اليوم الذي شهد فيه قصر رئيس الوزراء الماليزي بالعاصمة الماليزية كوالالمبور التوقيع على عدد من مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون بين حكومتي المملكة العربية السعودية وماليزيا، بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ورئيس وزراء ماليزيا محمد نجيب عبدالرزاق.
وجاءت مذكرة التفاهم التي تعنى بالتعاون في التعليم العالي والبحث العلمي حيث وقّعها من الجانب السعودي نيابة عن معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى، وزير العمل والتنمية الاجتماعية معالي الدكتور علي بن ناصر الغفيص، ومن الجانب الماليزي وزير التعليم العالي داتو سري ادريس بن جوسوه.
لتكلل الثمار والجهود التي قدمناها في ماليزيا من خلال التواصل والتعاون والعمل على قدم وساق في تعزيز التعاون والتواصل الأكاديمي والعلمي والحضاري والثقافي بين مملكتنا الغالية ومؤسسات ماليزيا العلمية والتعليمية والثقافية المعتبرة التي كانت قد بدأت بتنسيق غير مسبوق من الملحق الثقافية السعودية وبإشرافنا على اختيار الجامعات الماليزية التي لها سمعة وجودة عالمية كانت نقطة انطلاق لمسيرة العمل التعليمي والتعاون بين الجامعات السعودية والماليزية.
وكنا قد تطرقنا بالتفصيل بسلسلة مقالات كتبناها ليس بالحبر فحسب بل وعمدناها بعصارة خبرتنا التربوية والتعليمية والأكاديمية وعززناها بلقاءات هي أشبهها بباقة مختارة مميزة من قادة التعليم ومديري الجامعات الماليزية الموصى بها والعالمية إلى لقاءات مع رجال العلم والفكر والثقافة الماليزيين احتضنتهم ملحقية كوالالمبور في أمسيات لم تحدث من قبل وفعاليات إبداعية فريدة ناقشنا فيها تجربة ماليزيا وما أدى إلى تطور التعليم في هذه الدولة وفي مفاصل مؤسساتها، وظهور الكثير من مؤسسات التعليم العالي مثل الكليات والجامعات وهيئات التعليم الفني والتدريب التطبيقي ذات برامج ومشاريع على مستوى عالٍ من الجودة.
نعم إن هذه الاتفاقية انطلاقة قوية تتيح للجانبين التعاون المشترك لخدمة البلدين والخطوة القادمة هو العمل الجاد المثمر بما يضمن تحقيق أهداف هذه الاتفاقية وبالنسبة لنا في المملكة العربية السعودية بما يدعم ويواكب ويساهم بتطبيق رؤيتنا السعودية الطموحة 2030 التي أعلنها ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز.
حيث لا شك أن تحقيق هذه الاتفاقية التاريخية يساهم بفعالية في تنمية بلادنا وخلق جيل من الشباب الواعد يساهم بفعالية ببناء وطنه الغالي لأن ماليزيا التي اختارها ملك العزم والحزم والإنجازات المحطة الأولى لجولته الآسيوية المباركة الكبرى هي دليل على مكانة ماليزيا وما لديها من تجارب ناجحة في مختلف الجوانب وخاصة في مجال التعليم وقبل ذلك العلاقات المتينة والقوية التي تجمع البلدين المتجذرة منذ زمن طويل.