أحمد محمد الطويان
الفرص أحياناً لا تكون على مقاسك، إما أكبر أو أصغر، أوسع أو اضيق.. المهم هناك فرص، ويجب أن نقتصنها فعلاً لا قولاً.. في مجال «إدارة التغيير» تتحول من متلقي سلبي للفرص، إلى صانع إيجابي لها، بل حائك يفصلها على المقاس المناسب. ما تمر به بلادنا هو مرحلة «إدارة التغيير» سياسياً واجتماعياً وثقافياً، وقبل كل شيء «اقتصادياً» من يكره التغيير.
كارهو التغيير هم في الغالب السلبيين الذين يعتقدون بأن مكانتهم مرتبطة بأماكنهم، وأن التغيير لن يخدم مكانتهم أو سيعرضهم لفقد أماكنهم، لذا سيحاربون «بمبررات منطقية» أي محاولة للتغيير.
ولتحقيق التغيير نحتاج إلى ثلاثة عوامل أساسية:
- الاقتناع بضرورة التغيير.
- التحفز للتغيير.
- وضع الأهداف والعمل عليها.
من دون الثلاثة الموجزة لعملية التغيير، لن تتحقق مقاصد التغيير، ويصبح تتغيراً للتغيير فقط وليس تغييراً للتأثير.. لن يلمس أحد منا نتائج التغيير بوقت قصير، فالمقاومات المستمرة تضعف الأثر المرجو من التغيير، وتجعلك أحياناً تخفف من السرعة، وتبتعد عن الضوء والعمل بوتيرة هادئة، والمعلوم أن التغيير يحتاج إلى رجل شجاع، يسمع ولكن لا يتأثر بما يقال، ومؤمن جداً بكل ما لا يؤمن به المحبطين.
وصفت في مقال سابق التنمية بأنها محطة، تفصلنا عنها سكة سفر، وطريق غير ممهد، ونحن في سيارة، تحتاج إلى إصلاح، لتقاوم معوقات الطريق ووعورته. أهم عوامل التغيير الإيجابي في الإدارة الحكومية، هو رأس المال البشري، ولن نستقدم بشراً ليصنعوا التغيير، ويتحملون الضغوطات، ويتغلبون على المتاعب والصعوبات.. إذاً لا بد من الاستثمار بما لدينا من موارد بشرية، وتوظيفها التوظيف الأمثل، ومصارعة العقبات، بعقلية منفتحة وبشجاعة، وبمواجهة جادة للمعيقين وحججهم التي يمنطقونها، ليقنعوا صناع التغيير بها.
لو عمل كل مسؤول بمنطق صانع الفرص سيتغير كل شيء، ولو بادر المسؤولين بمتابعة التفاصيل المؤثرة، لن نجد تسيب وعدم انضباط وانخفاض في العامل السحري في عملية التغيير الإيجابي وهو «الالتزام».
إذا أحسن الموظف في ما يطلب منه تأديته، سيخلق فرصة جديدة، وسيخرج بفكرة مبدعة، وسيتبعه الآخرون.. نحن في معركة تنموية هامة، ونواجه ظروفاً تحتاج إلى شجاعة وإقدام ومبادرة، وإلى اندماج وانفتاح.. نحتاج إلى تفكير وطني جاد، وإلى إيمان مطلق بما نفعل وبما سنفعل.
الندب والنقد والتذمر، يجيدها الجميع ولكن التغيير والتأثير والتطوير تحتاج إلى مؤمن صادق.
حياكة الفرص عمل كبير، وفعل مؤثر، وإبداع ينسج من خيوط النور أملاً يضيء.. ابدأ بنفسك، واصنع الفرصة ولا تنتظرها، لتتطور وتتغير وتؤثر وتتأثر بإيجابية.