كتب - المحرر التشكيلي:
«صديق كشاف» يكشف لنا موهبة شاعر قصائده خطوط وألوان، لديه عينا صقر يلتقط بهما ما لا يراه الكثير، يعبر عن كل ما يحيط به بقدرات فنان يملك حساً راقياً، يسجل الحدث والمشهد ثم يحيله إلى مصهر ثقافته، يعيد تدويره ويقدمه كيف يشاء ليعطينا زوايا الجمال لنراها كما نشاء، ينثر ويثير فينا مشاعر الاعجاب.
مع أن الحديث عن الجديد في الساحة وعن القفزات السريعة في تقديم أعمال لا تبقى في الذاكرة أو تذر أي شيء يذكر قد تشكل ضبابية مثل هذا المبدع، إلا أن الفنان صديق كشاف بقي كما وعد وجدانه وتلقته أنامله ليكون حارساً للجمال ومفسراً لابعاده وناقلاً له بأسلوبه الأجمل والأروع في كل لوحة تولد بين يديه لتصبح إرثاً وطنياً.
الفن الواقعي يبقى صامداً وحاضراً بأمثاله رغم موجات التغيير والتغريب... جمع الفنان صديق كشاف بين الواقعية احساساً والانطباعية تنفيذاً، أمين مع ما يراه.. يتدخل قليلاً بين المشهد وبين ما يجب أن يكون عليه الشكل بخبرات لا تقل عن ابداعات عالمية.. فرشاته أو أداة (سكين) الرسم تلامس اللوحة الزيتية أو الاكرلك كمبضع علاج بعاطفة تدفعه لأن يكون أكثر (حناناً) مع اللوحة والفكرة، يرسم بشفافية لا تختل أو تتغير عائدة من روحه الراقية ووجدانه الصافي. ونترك المساحة لبوح لوحاته التي يفوح منها عطر أزاهير جبال عسير.