«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
قبل عقود لم تعرف بيوتنا العديد من الأجهزة الكهربائية التي نراها اليوم في مختلف بيوت الأغنياء ومحدودي الدخل وحتى الأقل من ذلك، والأجهزة الكهربائية كما يعلم الجميع كثيرة ومتنوعة وهي من إنتاج مئات الشركات العالمية والتي بعضها يحمل علامات شهيرة جدا ومتوارثة أبا عن جد كما يقال، لكن في هذه الإطلالة سوف نتحدث عن أداة كهربائية باتت مهمة نتعامل معها في مختلف الأوقات خصوصا في الفترة الصباحية والمسائية نظرا لارتباطها بنوعية معينة من الأكل.. وأذكر أنني أول مرة شاهدت هذه الأداة في مطعم أرامكو عندما كنت أذهب مع شقيقي في العطلة الصيفية إلى الظهران وفي ضيافة ابن خالتي الذي يعمل في العلاقات العامة وكنا نستمتع بتردد على مكتبة الشركة الزاخرة بالكتب والمجلات. وفي المساء نشاهد أحد الأفلام.. وكنت أتعجب من الطريقة التي تتم فيها عملية تحميص الخبز والذي يخرج ساخنا محمصا ومقرمشا، وبعد سنوات اشترى لنا والدي هذه الأداة الرائعة وكانت ذات حجم كبير ومن إنتاج شركة أمريكية شهيرة تربعت لعقود على إنتاج مختلف الأجهزة والأدوات الكهربائية المختلفة، لكن مع الثورة الصناعية في اليابان وأوروبا وبعد ذلك الصين وكوريا وبعض دول شرق آسيا ودول أمريكا الجنوبية وجنوب إفريقيا بدأت منتجات هذه الدول في منافسة ومزاحمة إنتاج الشركات الأمريكية وحتى الأوروبية.. واليوم لو قمت بجولة في أسواقنا ومجمعاتنا وحتى الشركات المتخصصة في بيع الأدوات المنزلية لشاهدت جميع شركات الأجهزة الكهربائية في العالم ما عدا الدول التي قاطعتها الدول العربية . وبالتأكيد سوف تحتار أنت والمدام ماذا تختارونه من أجهزة ومعادن وأدوات، كل شيء موجود ومتوفر ومن مختلف الدول . وعادة ماتتم عملية إنتاج المحمصة بعد عدة تجارب في الشركة المنتجة وتجربتها لشهور حيث يضعون معايير فنية وتقنية وحتى شروط أمن وسلامة قبل الموافقة عليها ختمها بـ(ok) وهذا ما تفعله الشركة وغيرها للمحمصة ذات القطعتين أو الأربع قطع من الخبز حيث تتغير سعتها أوتوماتيكيا لتلائم مختلف سماكة شريحة الخبز. وكم هو جميل أن تقوم أنت شخصيا بتحميص شرائح الخبز وأنت تعد فطورك الصباحي. أكان في البيت أو حتى المكتب حيث تعمل . طبعا في العقود الأخيرة تركنا مهمة إعداد مأكولاتنا على العاملات المنزليات اللاتي شاركننا رواتبنا.؟! وأمرنا لله.. و»الجزيرة» وهي تعد هذه الإطلالة سألت أحد الباعة في سوق كبير وشهير متخصص فبيع الأجهزة الكهربائية المنزلية عن الصفات المطلوبة للمحمصة الجيدة أو الممتازة فقال السيد فتحي: إن من أهم المزايا أن تكون من إنتاج شركة معروفة ولها تاريخ في مجال هذه النوعية من الأجهزة لأن الشركات الكبرى تحافظ دائما على خطوط إنتاجها وبالتالي لديها مراقبة دقيقة وآمنة. كذلك تحرص على أن تستمر سمعتها في المستوى الذي حققته طوال عقود . ومن هنا فكل ما تنتجه يكون متميزا حتى ولو ارتفعت أسعار أجهزتها أو قطع غيارها . لكن الشركات الجديدة القادمة من دول حديثة في الإنتاج لا يمكن الوثوق في جودة إنتاجها، وأضاف أن الشركة التي تحرص على سمعتها تجدها دائما تطرح كل جديد والأهم أن تكون سهلة الاستعمال ومعمرة وآمنة جدا حيث تسهل على الأطفال لاستعمالها ففي الغرب عادة نجد كما نشاهد في الأفلام قيام بعض الأطفال بإعداد إفطاره بنفسه فوالده ووالدته ذهبا للعمل ولا توجد في الغرب كما في الدول العربية عاملات أو خادمات يقمن بهذه المهمة إلا في حالات نادرة ولدى الأثرياء جدا.. ومن المزايا المطلوبة في المحمصة الممتازة أن تكون سهلة التنظيف وقوية فكثير ما تسقط المحمصة من طاولة المطبخ لكنها تتحمل آثار السقوط والصدمات. وأخيراً تطورت صناعة المحامص الكهربائية وباتت بألوان متعددة وجذابة لكن عادة السائد كما هو مشاهد، اللون الفضي والأستيل الستيل والأبيض.. وأسعارها تختلف من شركة إلى أخرى توجد حماصة بـ250 ريالا إلى - 1000 ريال وأكثر وبالطبع كل ما ازدادت فتحات المحمصة تضاعف سعرها وسعر المحمصة الأمريكية غير الصينية أو الألمانية أو اليابانية وهكذا..؟!