«الجزيرة» - علي مجرشي:
ضمن فعاليات النشاط الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الحادية والثلاثين أقيمت في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات، يوم أمس الأول، ندوة بعنوان: «مهددات النظام الإقليمي العربي» التي أدار الندوة الدكتور زهير فهد الحارثي عضو مجلس الشورى، بمشاركة كل من: الدكتور عبد المنعم سعيد، الدكتور عبد العزيز صقر، الدكتور خالد الرويحي، والدكتور عبدالحق عزوزي، حيث استهل مدير الندوة تقديمه للمتحدثين فيها، بجملة من التحديات السياسية والاقتصادية لنجاح النظام الإقليمي للدول العربية.
وفي مشاركة الدكتور عبد المنعم سعيد، أوضح أن مرحلة التغيير السريع في الشرق الأوسط يتطلب العودة إلى لوحات التخطيط للعلاقات الإقليمية والدولية، مشيرا إلى أن الدولة والقوة أهم مثلين للنجاح لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، مضيفا قوله: إن التحركات الثورية في الربيع العربي أثرت على جميع الدول، وأن السياسة تتطور بأشكال مختلفة ومعقدة، ولا توجد نماذج تناسب كل أشكال التحول التاريخي ، فلقد شهدت السنوات الماضية أنماطا من السلوك السياسي أهمها: التحول إلى العنف الذي يهدد الأمم والدول، انتزاع الثورة من بعض الجماعات الدينية المنظمة، وهذه الجماعات استخدمت حالة الوهن والضعف فظهرت في شكل تنظيمات راديكالية، وعودة القوات المسلحة لتلعب دور التنظيم المؤسسي.
وفي مشاركة الدكتور عبد العزيز صقر، لأوضح خلالها أن الأزمة اليمنية من أهم مهددات النظام الإقليمي، مشيرا إلى أنه يتوجب على دول الخليج إرساء الأسس ليمن مستقر نسبيا أمنيا وسياسيا واقتصاديا، وذلك إنهاء لتواجد أي أطراف خارجية، ومن ثم القضاء على الإرهاب، والتعامل مع التهديدات القادمة عبر الحدود اليمنية .
وقال آل صقر: إن الدول العربية تعاني الخطر القادم من العراق وإيران وعلى الدول العربية دعم الجهود الدولية لضمان منع إيران من امتلاك القدرات النووية العسكرية، ومن الضروري أن تتوحد الجهود من أجل المحافظة على وحدة البيت الخليجي، وبناء قدرات أمنية وعسكرية خليجية فعالة لتقوية الدفاع الذاتي، وتأسيس القدرات السياسية والعلاقات الإستراتيجية مع دول القرن الأفريقي ودول العالمين العربي والإسلامي .
من جانب آخر وصف الدكتور خالد الرويحي، أهم التحديات تكمن في المشهد العام لمنطقة الشرق الأوسط وتغير ميزان القوى العالمية والإقليمية، والأزمات المتوقعة للعشر السنوات القادمة، والضرورات الاستراتيجية للنظام الإقليمي العربي بأنه يكمن في خلق الموقع المناسب لدول المنطقة ووضع خطة استراتيجية للسيطرة على النظام العربي، وإنهاء حالة الاستقطاب العربي على المستويين الاقليمي والدولي وامتلاك القوة اللازمة لمواجهة الحرب الباردة القادمة، موضحا أن أبرز المهددات هي التحولات الجيو سياسية في الشرق الاوسط والانفاق العالمي على التسلح وتحول مركز القوة الجديد نحو الشرق، ويجب التحالف الاستراتيجي الاقتصادي مع الصين لتحقيق الاقتصاد الأمثل، والفراغ الأمني الإقليمي والارهاب المدعوم إقليميا ودوليا والجماعات دون الدول .
كما استعرض الدكتور عبد الحق عزوزي جملة من مهددات النظام الإقليمي العربي، التي قال عنها: إن المحددات والمعادلات إذا انتفت انتهى كل شيء، أولها العلوم السياسية أو الديمقراطية السياسية، وثانيها لابد من تواجد دول محورية تقود سفينة الاتحاد وآخرها تأثيرات البيئة الأمنية الدولية المعقدة، مشيرا إلى الدور الذي ينتظر الدول لعربية تجاه ما يحيط به من مهددات على مستوى الداخل العربي، الذي أفرزه ما يعرف اليوم بالربيع العربي، الذي تكشف عن العديد من الظواهر العربية السلبية من جانب، وعلى المستوى الآخر الخارجي بوصفها عاملا مؤثرا تأثيرا كبيرا في ظل المتغيرات السياسية والاقتصادية التي يشهد المد العالمي تجاه تغير العديد من السياسات تجاه الشرق الأوسط، ما يجعل من مهددات الأنظمة الإقليمية العربية أمام الكثير من التحديات التي تتطلب المواجهة السريعة.