«الجزيرة» - علي مجرشي:
تواصلت ندوات «البرنامج الثقافي» لفعاليات المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» في دورته لهذا العام الحادية والثلاثين، بندوة
«الأيديولوجيا في المشهد السياسي في العالم العربي»، التي أدارها الأستاذ سعود البلوي، وحضرها نخبة من المثقفين والسياسيين، بمشاركة الدكتور محمد السلمي، والدكتور يوسف مكي، والدكتور محمد محجوب الزويري، والدكتور محمد الخشت، والدكتور فهد الشليمي، حيث استهل الزويري أستاذ الشرق الأوسط المشارك في مركز دراسات الخليج مشاركته قائلا: إن النخبة السياسية التي تدير مقاليد الأمور في طهران كما تصنف نفسها بأنها الجمهورية الإسلامية على أنها تستند في مواقفها إلى بعد أيديولوجي مذهبي، وخلال عقود كانت تلك النخبة تقدم خطوة لإثبات نفسها في دائرة الدولة الأيديولوجية ومن ثم تحاول العودة خطوة إلى الوراء لوضع نفسها في مربع الدولة التي تحركها المصالح.
من جانب آخر، قدّم الدكتور يوسف مكي في ورقته عن «الأيديولوجيا العربية ونظرية الدورة التاريخية» قائلا: إذا سلمنا بنظرية الدورة التاريخية، فإننا نجيز لأنفسنا تطبيق هذه الدورة على الأفكار، فتاريخياً هناك صراع فكري مستمر بين رؤيتين، الأولى: رؤية منفتحة، أما الأخرى فمنغلقة، وقد كان ذلك هو الواقع مع المذاهب السياسية الوضعية، كما هو -أيضاً- مع العقائد والمذاهب الدينية، والأفكار هي في النهاية استجابة وتعبير عن واقع موضوعي، ترتقي في لحظات النهوض، وتتراجع في لحظات الضعف.
أما الدكتور فهد الشليمي، فقد استعرض خلال مشاركته الأيديولوجيا وتعريفها، والأيديولوجيات السياسية في مرحلة مقاومة الاستعمار الأجنبي، وأسباب فشل الأيديولوجيات القومية واليسارية في الفكر السياسي العربي، ومراحل بروز الأيديولوجية الدينية، مردفا الشليمي في هذا السياق قوله: إنه منذ سقوط الدولة العثمانية تعرض الوطن العربي الكبير للكثير من الهزات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وقد مارس الأمراء العثمانيون العديد من سوء الإدارة والظلم تجاه الكثير من الشعوب العربية ما نتج عنه الكره والرفض لمبادئ ومفاهيم الدولة العثمانية، ليؤدي إلى حالة من العداء والجفاء بين الشعوب العربية بعد اتفاقها على مجموعة من الأيديولوجيات السياسية القومية والعربية وتحقق لها استقلالها بعد أن دفعت الكثير من الأرواح والدماء.
كما جاء في مشاركة الدكتور محمد الخشت، العديد من الوقفات التي استعرض خلالها تعريف الأيديولوجيا بأنها مجموعة من العقائد والمفاهيم التي تعتقد بها وتمارسها مجموعة من المجتمعات ويحكمها السلوك والتقيد بهذه المفاهيم نتيجة لحافز سياسي أو اقتصادي أو اجتماعي معين.. فيما تحدث الدكتور محمد السلمي عن دولة إيران والخطر الذي تمثله على المنطقة، واصفاً إياها بأنها تحشد كل قواها للسيطرة على المنطقة العربية، وبأنها هي من يدعم الميليشيات المسلحة، مؤكداً أن ما تقوم به من أدوار في هذا الجانب يستوجب على الدول العربية والإسلامية الوقوف صفاً واحداً في وجه هذا التمدد للحد من الأطماع الإيرانية التي تستغل الطائفية بشكل كبير كأداة للتوسع والهيمنة.