هذا الوطن منذ قيامه وهو يقدم مساعداته للشعوب سواء بحالات الحروب أو في أيام السِّلم، من منطلق تعاليم دينه أولاً التي أعلت من شأن الخير والبذل، وثانياً إيمان قيادته وأهله بواجبهم الإنساني تجاه المحتاجين والمشردين واللاجئين.
وقد لا يعلم الكثيرون أنّ المملكة قدمت خلال العقود الماضية «250» مليار دولار لإخوتنا بالدين والإنسانية، وقد ثمنت المنظمات العالمية ما تقدمه السعودية بالميدان الإنساني، بوصفها من أكثر الدول المانحة.
* * *
لقد جاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية مواصلاً إيصال خير وعطاء هذا الوطن لمن يحتاج إليه، وقد جعل المركز له شعاراً صادقاً وواقعياً «نحو إنسانية بلا حدود» ..
وقد أتى قيامه لينطلق بالعطاءات الإنسانية السعودية إلى آفاق من العطاء، وفق تنظيم وآليات دقيقة وإمكانات كبيرة لتصل المنح والمشروعات الخيرية والإنسانية، وتسلّم إلى مستحقيها والمحتاجين لها بوقت قياسي، وقد دعم الملك سلمان هذا المركز وهيأ له كل الإمكانيات لتحقيق رسالته الخيرية والإنسانية.
إنّ هذا المركز أضحى مظلة للعمل الخيري والإغاثي والإنساني بهذا الوطن بتنسيقه مع الجهات الخيرية القائمة، وقد استطاع أن يؤدي مهامه بشكل شفافية وبتعاون محمود مع هذه الجهات الأخرى بالوطن ومع كل من يسعون للخير في بلادنا.
ولعل آخر الأعمال المباركة للمركز عندما نال الثقة الكريمة بالإشراف وتنفيذ حملة الإغاثة الشعبية للأشقاء السوريين، واستجاب لها أبناء الوطن وحصدت الملايين من تبرعات أبناء الشعب السعودي الكريم.
إنّ الجميل أنّ بذل وعطاء المملكة العربية السعودية ليس لإخوتنا المسلمين فقط، بل إن هذا النهر يمتد إلى كل محتاج بالكرة الأرضية من منطلق «في كل كبد رطبة أجر»، والمركز لا يعطي اعتباراً لجنس أو جنسية أو لون أو دين، وهذا ما أعطى للعمل الخيري السعودي بُعده الإنساني الذي يجلو الصورة المضيئة لديننا ووطننا.
* * *
لقد رأينا ما سرنا عندما زرنا المركز مع عدد من الزملاء الأعزاء والتقينا بمعالي الإنسان د/ عبد الله الربيعة، الذي كان من توفيق الله اختيار الملك سلمان له للإشراف على هذا «المركز» لما عُرِف عنه من حب الخير والإخلاص، وقد وفق الله د. الربيعة لاختيار إخوة أعزاء يعملون معه ورأينا منهم حرصاً على الإنجاز، وهم يقومون بأداء هذه الأعمال الخيرية المباركة مع رئيسهم، متحملين مشقة العمل والسهر ابتغاءً لما عند الله أولاً وأداءً للأمانة في إتقان هذا العمل الإنساني، وعملهم ليس عملاً مكتبياً مريحاً لكنه عمل يتطلب المزيد من الحراك، وراحتهم عندما تصل المساعدات والمشاريع إلى أهلها المستحقين لها بأرجاء الدنيا.
* * *
لقد سمعنا وشاهدنا بالأرقام والحقائق خلال اجتماعنا بـ د/ عبد الله الربيعة وأركان المركز، ما جعلنا نفرح بدواخلنا ونعتز بوطننا وقيادتنا وبأبناء وطننا، وابتهجتا بذلك الدعم الكبير الذي يحظى به المركز ليبلسم الجراح ويكسو العراة ويطعم الأفواه ويؤمّن السكن، ويطبب المرضى ويؤمّن المشردين ويرحم اليتيم، ويدفئ اللاجئ في صحارى الثلوج ويقي آخرين من لهيب الشمس.
* * *
وقد سألنا عن الآليات التي يتبعها المركز حتى تصل المساعدات سواء الحكومية أو الشخصية إلى مستحقيها، فذكر لنا د/ الربيعة آليات وطرقاً لا تخضع لاجتهادات ظنية أو ظنون تقديرية، ولكن يتم توزيعها سواء كانت إغاثية أو سكنية عبر تنظيم محكم ودقيق، يشرف عليها منسوبو المركز شخصياً وعلى الطبيعة، وقد استفاد المركز من خبرة منظمات عالمية مشهورة بأمريكا وبريطانيا.
وقد توفرت لدى المنظمات العالمية الإنسانية القناعة بأداء المركز وإتقانه وتنظيمه وفق معايير دقيقة، وهناك من يعملون بالمركز من البلدان التي سبقتنا بتنظيم العمل الإغاثي والإنساني، من ذوي الخبرات والتجربة بحكم عملهم بالجمعيات العالمية.
وقد عمل المركز شراكات مع المنظمات من أجل التعاون للوصول إلى الفئات الأكثر حاجة بالعالم، سواء للغذاء أو الدواء أو السكن، وقد تواصل عمل المركز ووصلت مساعداته ومشروعاته رغم عمره القصير إلى أكثر الشعوب التي تعاني من الفقر والأمراض والتشرد.
وقد نفذ المركز مشروعات كبرى ونوعية منها المستدام كالإيواء السكني ومشاريع التعليم ومشروعات المياه وصحة البيئة وأعمال الطوارئ وخدمات دعم العمليات الإنسانية.
* * *
وبعد:
هذا هو وطننا.. وطن الخير وها هي قيادتنا.. قيادة العطاء.. وها هم أبناء المملكة الذين جبلوا على البذل، وها هو مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أيقونة خضراء في جبين العالم.
حفظ الله وطننا وجعله دوماً واحة أمان، وواحة إيمان وباحة إنسانية وعطاء.