«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
ظاهرة خطيرة وتعاني منها طرقنا الدولية بشكل خاص وحتى الطرق الداخلية في المدن، هذه الظاهرة المعاشة والمؤسفة سببها كما هو معروف هندسياً للمتخصصين وحتى العامة هو الحمولات الزائدة والثقيلة جداً التي تحملها الشاحنات والمركبات الكبيرة، والتي عادة ما تحمل عشرات الأطنان من المنقولات، وبالتالي تتسبب هذه الحمولات الثقيلة والزائدة في (تخدد) وهبوط مستوى الاسفلت في طرقنا التي كلفت مليارات الريالات.. ورغم الصيانة والتحذير وحتى مراكز الفحص التي تقع على الطرق الدولية والرئيسة إلا أن الظاهرة مستمرة والمعاناة منها تتجدد يوماً بعد يوم.. فتشاهد في طرقنا وبشكل واضح تلك الخطوط الطولية التي تمتد لعدة كيلومترات في بعض الطرق التي تشهد ضغطاً كبيراً من كثرة الاستخدام أو العبور اليومي للمركبات والشاحنات الكبيرة المثقلة بحمولاتها ورغم التعليمات المتكررة من الجهات المعنية كوزارة النقل بتحديد الحمولة بـ40 طناً قبل عقود فإن الظاهرة مستمرة الى اليوم بحمل أطنان أكثر نتيجة لعدم وعي وتقيد قادة المركبات وجلهم من العمالة الوافدة التي بعضهم قد لا يعي ذلك.
وهناك شيء آخر وراء التخدد والهبوط وحتى تقشر الطبقة الاسفلتية وتشققها بصورة لافتة، وهذا بالطبع يعود نتيجة طبيعية وحتمية لسوء التنفيذ وعدم الاشراف الدقيق من قبل الشركات او المؤسسات المنفذة كونها باعت المناقصة من الباطن لشركات لم تتقيد بما تحتويه بنود المناقصة وشروط المشروع المنصوص عليها لذلك نجد ان البعض من طرقنا باتت لا تعمر طويلا كما كانت الطرق في الماضي، والتي ما زالت محافظة على تميزها أكثر من نصف قرن وهي معروفة لأبناء الوطن الذين يذكرون من نفذها بالخير والامتنان، وكثيرون منا من اتيحت له الفرصة للسفر لبعض الدول المجاورة وشاهد كيف هو حال الطرق فيها من المؤسف أن تستمر هذه الظاهرة في بلادنا رغم المليارات التي صرفت وتصرف عليها سنوياً.
هذا وما زلت أذكر لقاءً أجري في إحدى القنوات الخليجية قبل عدة سنوات نوقشت فيه هذه الظاهرة بشفافية ووضوح، حيث عزى أحد المهندسين المشاركين في هذا اللقاء والمناقشة إلى الغش في التنفيذ وعدم المراقبة واستخدام نوعية رديئة من الحصى في فرش الطريق، والذي بالتالي لا يتحمل الضغط المستمر واليومي خصوصاً في الطرق الدولية التي تسير فيها الشاحنات العملاقة وحمولاتها الثقيلة جداً.
كذلك أشار إلى جانب آخر وهو مهم جداً يتعلق بالضغط العالي للإطارات حتى ولو كانت المركبة من الحجم الوسط أو الصغير، فالضغط المعتاد هو 70 - 80 وكلما زاد الضغط زاد التأثير السلبي على الطرق، ولا شك بعد هذا ان العوامل الجوية والمناخ يلعبان دورا سلبيا في التأثير على استمرار جودة الطرق لكن بعض الدول وفي المناطق الحارة استطاعت القضاء على هذه السلبية باختيار مواد حافظة وإضافية تضاف للمواد التي ترصف بها الطرق لتحافظ على قوتها وجودتها وتماسكها بصورة فاعلة حتى لا تتسبب الطرق التي تعاني من هبوط وتخدد وتشقق في وقوع حوادث مميتة لا سمح الله.