الإسكندرية - علي فراج:
أكد مفكرون وباحثون عرب ودوليون أن ظاهرة التطرف والإرهاب ليست محصورة في المنطقة العربية كما يحلو للبعض أن يلصقها بالمجتمعات الإسلامية وحدها، ولكنها باتت ظاهرة كونية تؤرق دول العالم شرقا وغربا، مما يستدعي أن يكون المجتمع الدولي كله في توحد في مواجهة تلك الظاهرة ، ولفتوا النظر إلى أن مستقبل العالم رهن بالانتصار في هذه المعركة من أجل التأكيد على قيم الاستنارة والتنوع والفهم الرحب في مواجهة الغلو، والتشدد، وضيق الأفق.
جاء ذلك خلال المناقشات التي تمت على هامش مؤتمر «العالم ينتفض: متحدون في مواجهة التطرف»، والذي يقام في الفترة من 17 إلى 19 يناير بمكتبة الإسكندرية ويشارك فيه باحثون ومفكرون وخبراء دوليون متخصصون في قضايا التطرف، وأعرب المشاركون خلال المداخلات وورش العمل أن العالم لابد أن يخوض معركة حقيقية في مواجهة الفكر المتطرف وإلا تعرضت الإنسانية لانتكاسة حضارية قاسية، وأوضح الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير مكتبة الإسكندرية أن عنوان المؤتمر هذا العام يشير إلى الانتقال من ظاهرة التطرف في المجال العربي إلى الأفق العالمي، لافتا إلى أن المواجهة العسكرية للجماعات المتطرفة والمواجهة الأمنية ضرورة للحيلولة دون وقوع أحداث إرهابية، ولكن أيضا نؤمن ونعمل جاهدين لتحقيق المواجهة الفكرية ضد الأفكار الضالة المضللة التي تدعو إلى التطرف، ودورنا أن نواجه الفكر بالفكر حتى نفرغ الفكر المتطرف من ادعاءاته، ونحرمه من شرعيته المزعومة، ونخاطب عقول جماهير تحتاج إلى الاستماع إلى خطاب الاستنارة، والتقدم، والتسامح، ومواجهة التشدد والغلو.
في حين، أوضح الدكتور محمود الهباش؛ قاضي قضاة فلسطين ومستشار الرئيس الفلسطيني أن العالم يعاني الآن من تداعيات التطرف، وقد زادت حدة هذه المعاناة في الآونة الأخيرة، وأخذت أشكالا متعددة وصورا مختلفة شديدة البؤس والسوء تعكس معاناة الإنسانية على مستوى الفكر والوعي والإدراك لمعنى الإنسانية، وشدد على حقنا في أن نعرف ما هو الإرهاب الذي يجب أن نتصدى له، فالبعض يقوم بإلصاقه بالمسلمين، وهذا غير صحيح تمامًا، فالعرب والمسلمون يعانون من التطرف الذي مورس ضدهم وأوضح أن أول خطوة في مواجهة الإرهاب هي أن نعرف معناه ومفهومه ومولداته، فالتطرف يتغذى على الجهل؛ أي جهل الناس بأساس الدين والإنسانية، والفقر؛ الذي تعاني منه العديد من الدول، ويعتبر أساس الانحراف الفكري والسلوكي والعقائدي، وذلك بالإضافة إلى الظلم الذي يقع على الناس، ويتم السكوت عنه.
وأضاف إن الإسلام بريء من التطرف والإرهاب، وعلينا أن نطلق نداءً لكل أصحاب القرار بأن يتم القضاء على بؤر الظلم والعدوان الذي يمارس على الشعوب والأفراد، والذي يعد أصل من أصول المواجهة الصحيحة والناجحة للإرهاب والتطرف، مؤكدًا أن أول تلك البؤر هو إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض فلسطين، وأكد الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة؛ نائب رئيس مجلس الأمناء والمدير التنفيذي لمركز عيسى الثقافي بالبحرين، أن الوضع الإقليمي والظروف التي تمر بها المنطقة تضعنا أمام عدد من الحقائق التي يجب مراجعتها في مواجهتنا للتطرف والإرهاب، حيث إن آفة التطرف والإرهاب مزقت هذا الكيان العظيم من الداخل، وبالرغم من الجهود المبذولة إلا أن الإرهاب مازال يخطف العديد من الأرواح.