«الجزيرة» - عبد العزيز المتعب:
برحيل الشاعر الكبير مساعد الرشيدي -رحمه الله- فقد الشعر رمزاً من رموزه، وفقدت القصيده بتنوع أغراضها، الشاعر الرشيدي المتفرد الذي غرد خارج السرب لأعوام عديدة، كما فقد الوطن رجلاً وطنياً العميد مساعد الرشيدي أحد رجال وزارة الحرس الوطني والصوت الوطني المجلجل المؤثر القائل:
والشر من جية معزي وهو نيم
اليوم وحده والشريعة سميحه
وكان -رحمه الله- الشهم النبيل الذي وثق شعره الكرامة وعزة النفس كما ينبغي حيث قال:
ينجرح قلب لكن ترتفع هامه
والله إني لأموت ولا انحنى رأسي
ومنها قوله:
انقل الحزن وامشي منتصب قامه
قاسي الوقت لكني بعد قاسي
يشار إلى تنوع حضوره -رحمه الله- في كل فعاليات الوطن المشرفة، مثل الجنادرية، وتصدره للحراك الثقافي والأدبي عبر تميز أمسياته الشعرية التي أقامها على مستوى الخليج العربي في مناسبات عديدة، كما أن الشاعر الأمير بدر بن عبدالمحسن خص الشاعر مساعد الرشيدي في أكثر من إشادة في مناسبات عديدة موثقة، وما زيارات الوفاء الكثيرة لمساعد الرشيدي -رحمه الله- في المستشفى في أيامه الأخيرة إلا دليل قاطع على محبة الجميع له وعلى رأسهم الأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني، فقد كان -رحمه الله- يبادل الجميع المحبة في الله والتقدير المتبادل بأخلاقه الرفيعة التي هي امتداد لنقاء سريرته وشاعريته الفذة، كما أنه -رحمه الله- من أكثر الشعراء ثقافة ومن أدقهم في توظيف المضامين الرفيعة في قصائده حتى باتت بعض هذه القصائد أشبه بالدروس المجتمعية الراقية، من ذلك قوله:
ماجيتك أشكي ميلة الوقت مزحوم
نفسي ليا ضاق المدى ما أخسرها
ومنها قوله رحمه الله:
أنا اعتبرها كبوة حصان ويقوم
وأنت اعتبرها زي ما تعتبرها