عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة ما تمارسه الإدارة النصراوية لا يتماشى أبدا مع أسس العمل الإداري والفكر الاحترافي في السير بالكيان والمحافظة على إنجازاته واستمرار تميزه وتقدير جماهيره العاشقة، فمحاربة رجال النادي وإبعاد المخلصين ليس أمرا جديدا، ورحيل النائب لم يكن أمراً مفاجئاً فقد قدمها الرجل وابتعد وأصبح حضوره مجاملة منذ استقالة مدير الكرة وسالفة الأيام المعدودة ولكنها جمدت حتى لا ترتبط برحيل المدير واللاعب السابق بدر الحقباني ورحيل النائب ليس نهاية المطاف ولن تكون آخر الأحداث فبث خبر تجديد عقد المدرب وهو في إجازة وخارج البلد وبدون موافقته هي حركة استباقية لما قد يحدث (الله يستر)!، فتوقيت الإعلان هو محاولة لامتصاص غضب الجماهير من رحيل النائب الذي حضر بهدوء ورحل كذلك، وهناك من يعتقد ان إعلان التجديد هو تمهيد وهدية استقبال من أجل عودة اللاعب المبعد أو اللاعب النكبة، وفي كلتا الحالتين تعتبر قرارات غير احترافية ومكشوفة وإلا كيف يمدد عقد مدرب غير متواجد والحقيقة الصعبة والتي لا زالت إدارة النادي تمارسها وهي ليست بجديدة على فعلها هي محاولة استغفال الجماهير وكل من يهمه الشأن النصراوي واعتقاد الإدارة ومن يقف خلف خططها أنهم أذكى من الجميع هي بداية النهاية والاتجاه إلى المجهول وعودة المشاكل للظهور على السطح من جديد بعد أن هدأت لبعض الوقت وكأنها اشبه بالهدنة الوقتية، واليوم لا أعتقد إلا مزيداً من التصعيد وتفاقم المشاكل، فعمل المدرب مقدر ومحترم ومحاولة كسب عواطفه ومسايرته أو محاولة إخضاعه ليست لصالح الفريق بل بالعكس قد يشهد تراجعا، وإذا ماعاد اللاعب وأصبح كما كان فقولوا على كأس سمو ولي العهد السلام، وقد يعود الفريق للمركز الثامن كما كان في الموسم الماضي بمباركة اللاعب المبعد ومن يقف خلفه ويدعمه، واليوم يأمل الجميع وخاصة النصراويين أن تحضر الحكمة ولغة العقل والعمل على استقرار الفريق واستمرار تميزه دون تدخل أو فرض أي لاعب أو شخص يضر بمصلحة الفريق ويعيده إلى المربع الأول.
إدارة الهلال والحكمة
أتصور ان إدارة الهلال لم توفق البتة في اتخاذ قرار سحب قيادة الفريق من اللاعب سلمان الفرج وخاصة من حيث التوقيت وذلك لعدة اعتبارات قد يكون من أهمها قرب انتهاء عقد اللاعب ودخوله الفترة الحرة التي من خلالها يجد الفرصة للرحيل إن لم تقم الإدارة بتنفيذ جميع طلباته وقيمة العقد الذي يشترطه، وأما الأمر الآخر الذي يعتبر اكثر حساسية ان سحب شارة القيادة هو بمثابة اعتراف وإقرار ان تصرفات اللاعب داخل المستطيل الأخضر لم تكن مقبولة أو نظامية وأنه قد أخطأ في التصرف في اللقاء الذي خسره الفريق، وما حصل من اللاعب من انفلات وتصرفات غير مقبولة وهذا عكس ما عملته الإدارة وإصدارها بيانا ضد حكم اللقاء الذي منح اللاعب كرتا أحمر وتحميل إدارة النادي حكم اللقاء امورا عدة منها نرفزة لاعبي فريقها ومنحهم بطاقات غير مستحقة، وأن المباراة أكبر من قدراته فقد نسفت كل هذا بإبعاد اللاعب وسحب شارة القيادة منه وهذا العمل لا يوجد له ما يبرره، وكان الأجدر أن تتخذ قرارات داخلية وعقوبات سرية دون ان تناقض نفسها وتضع اكثر من علامة استفهام على عملها وإدارة ناد كبير بحجم نادي الهلال.
نقاط للتأمل:
- استقالة النائب ليست مفاجئة فهي تعود منذ تهديد المبعد لمدير الكرة بأن أيامه أصبحت معدودة مما حدا بالمدير بتقديم استقالته والذي تبعها نائب الرئيس مباشرة لرفضه تحكم وسيطرة اللاعب المبعد في الفريق ومسئوليه ولكن تم تجميدها وتهدئة الأمور على أمل لعل وعسى ولكن لا فائدة مما جعل النائب يصر على موقفه السابق ويغادركما حضر بكل هدوء وبلغة راقية وفي الأخير يخسر النادي أحد رجالاته الداعمة والواقفة خلفه وهو امتداد لخسارة كبيرة وجسيمة لأشخاص داعمة ومحبة ولكن هذا هو الحال «يالي» تسأل عن الحال.
- لا أعلم حقيقة من يروج لأخبار بأسماء أعضاء الشرف لتكريم اللاعب ومنحه الفرصة في نهائي كأس سمو ولي العهد فمعظم إن لم يكن جميع أعضاء الشرف ومحبو النادي لا يريدون أن يشاهدوا المبعد إطلاقا، فالنادي ليس ضمانا اجتماعيا أو حقل تجارب وأتصور ان من يسوق ويرسخ ويتحدث بأسمائهم هم المنتفعون والمقربون من الرئيس الذين يفضلون مصالحهم الشخصية على مصلحة الكيان ومنجزاته وإنجازاته المنتظرة.
- يعيش نادي النصر أزمة غير مسبوقة من الناحية المادية فرغم كل ما سبق من أزمات وارتفاع مستوى المديونيات إلا ان الأمر اليوم خطير وينذر بالخطر القادم من جميع النواحي داخليا وخارجيا، فداخليا هناك عدة لاعبين ينتظرون تجديد عقودهم وبعضهم من الشباب المتميز ينتظر عقودا جديدة ومتميزة، اما خارجيا فهناك عدة ملفات وقضايا تهدد مسيرة النادي وقد تكون قضية اللاعب هيرناني الأقرب الذي قد تتسبب بسحب نقاط من رصيد الفريق أو المنع من التسجيل ومع الأسف مع كل هذه الأزمات يتم محاربة الرجال الداعمين والمخلصين، ويبقى داخل الأسوار من لا يهش ولا ينش فقط يطبل ويعيش وقته فقط.
- يتمنى الجميع التوفيق لاتحاد الكرة الجديد وأن يكون قد استفاد ودرس أخطاء الاتحاد السابقة وأن يحاول تلاشي جميع المشاكل والهفوات ومحاولة تقليصها وتقليل الأخطاء، والأمل يحدو الجميع للأمانة العامة والزميل العزيز عادل البطي وأن تكون اسما على مسمى أمينة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى في المحافظة على الأندية وفرقها وحمايتها بإشعارها بالأخطاء أولا بأول واستمرار التواصل مع جميع الاتحادات القارية والاتحاد الدولي ومعرفة المشاكل أولا بأول حتى لا تتكرر مشكلة نادي الاتحاد من جديد وكل التوفيق لجميع من يعمل في اتحاد اللعبة وأمانتها العامة.
خاتمة:
الصادق لا يحلف، والواثق لا يبرر، والمخلص لا يندم، والكريم لا يمن، والمحب لا يمل، والقبول من الله سبحانه.
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.