لوس أنجليس - د ب أ:
تعاون المخرج السينمائي العالمي ستيفن سبيلبرج حاليا مع نجم السينما الأمريكية هاريسون فورد لتقديم الجزء الخامس من سلسلة أفلام المغامرات «إنديانا جونز»، ومن المقرر إزاحة الستار عن هذا الفيلم عام 2019، رغم أن كليهما قد بلغ من العمر سبعين عاما.
وبلغ سبيلبرج عامه السبعين -مؤخرا- لينضم بذلك إلى هاريسون فورد في المرحلة العمرية التي يتقاعد الكثيرون عندما يصلون إليها، وذكر سبيلبرج الذي حصل على جائزة الأوسكار كأحسن مخرج سينمائي مرتين خلال مشواره الفني في مايو الماضي خلال فعاليات مهرجان كان السينمائي الدولي في فرنسا أنه يعتزم الاستمرار في تقديم الأفلام السينمائية حتى يفارق الحياة.
وخلال مهرجان كان، قدم سبيلبرج الفيلم الخيالي «بي.إف.جي» الذي يحمل رقم 29 في سلسلة أفلام الحركة البارزة التي قدمها، ويتناول قصة الصداقة بين فتاة صغيرة وعملاق أسطوري.
ويقول جيفري كاتزنبرج الذي اشترك مع سبيلبرج في تأسيس شركة «دريم ووركس» للإنتاج السينمائي عام 1994:
«لا أعرف وقتا كان فيه سبيلبرج أكثر غزارة في الإنتاج من الآن».
وخلال مقابلة مع مجلة «هوليوود ريبورتر» في يونيو الماضي، وصف كاتزنبرج سبيلبرج بأنه «أفضل قصاص في عصرنا»، مضيفا «إذا نظرت إلى روعة أعماله والأرباح التي تدرها، فسوف ترى أنه ليس له نظير».
وذكر كاتزنبرج «يمكنك أن تنظر إلى جيمس كاميرون أو كريس نولن أو مارتن سكورسيزي، فتجد أن جميعهم بارعون ويتساوون معه في كثير من النواحي، ولكن انظر إلى الجودة والاستمرارية التي يتميز بها سبيلبرج، فسوف تجد أنه ليس له مثيل».
وإلى جانب فيلم «أنديانا جونز» الجديد، يعكف سبيلبرج على تقديم أعمال أخرى عديدة، ومن المقرر أن يكشف النقاب أواخر العام الجاري عن الفيلم الدرامي التاريخي «اختطاف ادجاردو مورتارا» وهو عمل مستوحى من قصة حقيقية يتناول تداعيات اختطاف طفل إيطالي يهودي عام 1858.
ومن المقرر في عام 2018، أن يستكمل سبيلبرج إخراج فيلم الإثارة الذي ينتمي إلى عالم الخيال العلمي «ريدي بلاير وان»، الذي تدور أحداثه في العالم الافتراضي على شبكة الانترنت عام 2044.
وبفضل الأفلام الرائعة التي اخرجها سبيلبرج بدءا من الفك المفترس عام 1975 وحتى فيلم «بي.إف.جي» العام الماضي، أصبح سبيلبرج واحدا من أنجح المخرجين السينمائيين في التاريخ، ومن أشهر الأفلام التي قدمها سبيلبرج، فيلم «إي.تي» أي «الكائن الفضائي» عام 1982، و»قائمة شيندلر» عام 1993 الذي تدور أحداثه في فترة الحرب العالمية الثانية و»إنقاذ المجند راين» عام 1998 و»لينكولن» عام 2012 و»بريدج أوف سبايز» أي «جسر الجواسيس» عام 2015.
ورغم انه أنجب سبعة أبناء، لم تقف عائلة سبيلبرج أمام مستقبله الفني رغم أنه يضعها على رأس أولوياته، حسبما صرح قبل خمسة أعوام عند إزاحة الستار عن فيلم «مغامرات تان تان» بالعاصمة الفرنسية باريس.
جدير بالذكر أن سبيلبرج متزوج من الممثلة كيت كابشو «63 عاما» وهي زوجته الثانية، وكانت قد شاركت هاريسون فورد في بطولة فيلم «إنديانا جونز والمعبد الملعون»، وبدأ شغف ستيفن سبيلبرج بالسينما في بداية حياته، وأخرج أول أفلامه عندما كان هاويا في الثانية عشرة من عمره على شريط سينما 8 ملليمتر.
وولد سبيلبرج في ولاية أوهايو الأمريكية لأسرة يهودية، ولم يسمح لإخفاقه مرتين في مدرستين لتعليم السينما بتعطيل طموحاته للوصول إلى هوليوود، وكان أول عمل يحصل عليه سبيلبرج في هوليود هو وظيفة مساعد مخرج في مسلسل تليفزيوني.
وأخرج أول أعماله وهو الفيلم السينمائي «شوجرلاند اكسبريس» أي «قطار شوجرلاند السريع» من بطولة جولدي هون عام 1974، وأحدث سبيلبرج جلبة في هوليود بفضل فيلمه الشهير «الفك المفترس» الذي فتح الباب على مصراعيه أمام عصر الأفلام التي تحقق عائدات ضخمة في شباك التذاكر.
وفي عام 1977، قدم سبيلبرج فيلمه «كلوز إنكاونترز أوف ذي ثيرد كايند» أي «مقابلات وثيقة من النوع الثالث»، ثم فيلم «ريدرز أوف ذي لوست أرك» أي «غزاة الهيكل المفقود» عام 1981، وتدفقت على السينما الأمريكية مليارات الدولارات من عائدات شباك التذاكر بفضل ستيفن سبيلبرج الذي لم ينظر إليه بجدية حتى أخرج الفيلم الدرامي «ذي كالر بيربل» أي «اللون القرمزي» عام 1985 والذي يتناول قصة امرأة سوداء تعيش في الجنوب الأمريكي، وتم ترشيح هذا الفيلم لـ11 جائزة أوسكار.
لكن سبيلبرج اضطر للانتظار عدة سنوات أخرى قبل نيل جائزة الأوسكار التي حصل عليها عن فيلم «قائمة شيندلر» الذي حصد سبع جوائز أوسكار، من بينها جائزتي أفضل مخرج وأفضل عمل سينمائي، كما حصل الفيلم على ثلاث جوائز «جولدن جلوب».
يقول سبيلبرج إن هذا الفيلم، الذي تم تصوير أجزاء منه أمام بوابة معسكر اعتقال النازي «اوشفيتز» قد غير مجرى حياته حيث دفعه للبحث عن أقاربه اليهود الذي قضوا نحبهم في محرقة اليهود النازية، وبعد تقديم «قائمة شيندلر»، أسس سبيلبرج مؤسسة «شواه» التي تهدف إلى جمع التسجيلات الصوتية والمرئية للناجين من المحرقة النازية أو للأشخاص الذين عاصروها.
وقال سبيلبرج في تصريحات لمجلة «هوليود ريبورتر» إنه سأل نفسه في ذلك الوقت عن ما إذا كان «قائمة شيندلر» سيكون فيلمه الأخير، حيث أنه تأثر بعمق من الآلام التي كابدها في تقديم هذا العمل.
ومرت أربع سنوات قبل أن يعود سبيلبرج إلى السينما بفيلمه الشهير «الحديقة الجوراسية... العالم
المفقود»، وفي عام 1999، حصل سبيلبرج على جائزة الأوسكار الثانية عن فيلمه «إنقاذ المجند راين» الذي تدور أحداثه حول عملية إنقاذ مجند أمريكي أثناء نزول جيوش الحلفاء على سواحل نورماندي الفرنسية في أواخر الحرب العالمية الثانية.
وكثيرا ما تستند أفلام سبيلبرج على مواد تاريخية أو سياسية مثل المذبحة التي ارتكبت خلال أولمبياد ميونيخ الصيفية عام 1972، والثورة على متن سفينة العبيد أميستاد، وعمليات التجسس خلال فترة الحرب الباردة.
وفي يونيو الماضي، قال سبيلبرج لمجلة «هوليود ريبورتر» إنه يشعر بحماس بالغ بشأن فيلمه «إنديانا جونز الجزء الخامس»، ولكنه امتنع عن الكشف عن تفاصيل الحبكة الدرامية للفيلم واكتفى بقوله إنه لن يقتل هايسون فورد خلال أحداث الفيلم.