«الجزيرة» - ناصر السهلي:
دشن معالي وزير التعليم الدكتور أحمد العيسى، وسمو رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد آل سعود أمس الأربعاء في القاعة الرئيسة بمبنى الوزارة المعجم الدراسي العربي للطلاب والطالبات في مراحل التعليم العام.
ويأتي هذ المشروع في إطار شراكة علمية بين الوزارة والمدينة، لمضاعفة العمل المشترك، وتنسيق الجهود الوطنية في مجال دعم البحث العلمي والتقني والابتكار، بما يتوافق مع الخطط التنموية الوطنية.
وأوضح سمو رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الأمير د. تركي بن سعود بن محمد آل سعود أن التعاون بين المدينة ووزارة التعليم لإنجاز المعاجم الأربعة استغرق أكثر من 10 سنوات من العمل المشترك وذلك بهدف ربط مفردات اللغة بالمفاهيم العلمية والمعرفية في مناهج التعليم، ووفق منهجية بنيت على مدلولات اللغة العربية الفصحى ومفردات القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، والشعر والنثر، والمأثورات الثقافية مع الأخذ بالاعتبار عرض المفاهيم اللغوية من خلال الرسائل التعليمية بالصور والخرائط والرسوم والأشكال البيانية والجداول والرموز والمعادلات.
وقال سموه في كلمته خلال حفل تدشين المعجم: إن هذه الجهود تأتي منسجمة مع الأهداف الاستراتيجية برؤية المملكة 2030 م والمرتبطة ببناء مجتمع حيوي معرفي يرتقي بالقدرات البشرية الوطنية.
من جانبه أكَّد معالي وزير التعليم د. أحمد بن محمد العيسى على الدور الذي تضطلع به وزارة التعليم في نشر اللغة العربية وعلومها ومهاراتها التي تأتي انطلاقًا من اهتمام الدولة بها وفق ما نصت عليه سياسة التعليم واللوائح والأنظمة، مشيرًا إلى أن وزارته دشنت قبل أيام المركز الوطني لتعليم اللغة العربية بناء على توجهات الدولة لرؤية المملكة 2030 م التي تعمل على النهوض بالإنسان السعودي بكافة مناحي الحياة.
وبين د. العيسى أن التعاون بين الوزارة ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لإنجاز هذا المشروع هو ثمرة الجسور التي تقيمها وزارة التعليم مع الهيئات ومراكز البحث العلمي المعتمدة، حيث تمثل الصناعة المعجمية العربية في العصر الحديث مرحلة مهمة بتجاوزها كل القيود التي كبلتها في السابق.
وأضاف أن المعاجم تضمنت عددًا من الجوانب الإيجابية المتعلقة بمعالجة اهتمامات الجيل، إضافة إلى احتوائها قدرًا من التعبيرات الاصطلاحية الشائعة في اللغة العربية المعاصرة، متمنيًا أن تثري هذه المعاجم حصيلة طلاب وطالبات التعليم في الجانب اللغوي، موضحًا في الوقت نفسه أن وزارة التعليم ستوكل مراجعة وتحديث هذه المعاجم لمركز الملك عبدالله للغة العربية بشكل دوري.
وقال د. العيسى: إن مشروع المعاجم المصور لطلاب وطالبات مرحلتي الروضة والتمهيدي العملية التعليمية تهدف لتعويد الطفل الرجوع للمعجم وجمع كلمات معينة في مجال معين يثري بها معارفه ومداركه العلمية والتربوية والثقافة المجتمعية، كما يحاكي المعجم خصائص النمو في هذه الفئة العمرية حيث خصصت في جزئها الأول لطلاب «الروضة والتمهيدي»، وفي الجزء الثاني لطلاب الصفوف الأولية من المرحلة الابتدائية، والجزء الثالث لطلاب الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية، فيما جاء الجزء الرابع موجهًا لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية.
بعد ذلك شاهد الحضور فيلمًا وثائقيًا عن جهود المدينة في دعم الحركة العلمية والتقنية والابتكار والتعاون مع الجهات ذات العلاقة ومنها وزارة التعليم من خلال إصدارات المعاجم التي تهدف لتنمية الكفايات اللغوية لطلاب وطالبات التعليم العام في جميع مراحل التعليم بما فيها مرحلتا التمهيدي ورياض الأطفال، لتزويدهم بثروة لغوية لمعاني الكلمات والمفردات التي تناسب مراحل نموهم العقلي، وتساعدهم على فهم واستيعاب محتوى المواد التعليمية.
واستعرض الفيلم جهود مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية في دعم مشروع المعجم العربي للطلاب ليكون المستفيد الأول وزارة التعليم والمجتمع السعودي، حيث تتميز هذه المعاجم بقدرتها المبنية على مدونة عربية شاملة وجامعة للرصيد اللغوي والمفردات التي تتوافر في بيئة طلاب وطالبات الروضة والتمهيدي والصفوف الثلاثة الأولى والصفوف الثلاثة العليا في المراحل الابتدائية ومجتمعاتهم، وقد تضمنت المدونة 21 ألف صفحة اشتملت على خمسة ملايين وثلاثمائة ألف كلمة جمعت من مصادر اكتساب متعددة تحيط بالبيئة الحياتية والمجتمعية التي يعيشها الطلاب.
تلا ذلك توقيع سمو رئيس المدينة ومعالي وزير التعليم على لوحة تذكارية إيذانًا بتدشين المعجم المدرسي للطلاب وتسليم عدد من طلاب وطالبات التعليم العام الذين يمثلون كافة المراحل المستهدفة نسخهم من المعاجم وتكريم فريق المعجم من الباحثين والمشاركين من قبل راعيًا الحفل.