الدوادمي - عبدالله العويس:
وسط أجواء روحانية مفعمة بالتلاوات القرآنية، تشنّف المسامع وتخشع لها القلوب، وتفيض المدامع، يشرف صاحب السمو الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد آل سعود، الحفل الذي تنظمه الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن، حيث يرعى سموه اليوم الاحتفال بجائزة الشيخ فهد بن محمد الحمادي لحفظ القرآن الكريم وذلك في قاعة البلدية للاحتفالات.
«الجزيرة» التقت عدداً من منسوبي الجمعية قبيل الاحتفال للحديث عن تلك المناسبة الفاضلة.
نعم المال الصالح
بداية تحدث فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن محمد العقيل رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالدوادمي فقال: الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبيّ بعده وبعد: فإن الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الدوادمي ترحب بصاحب السمو الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد آل سعود على حضوره، فنشكر له تحمّله عناء السفر، ونقول له: أهلاً وسهلاً بسموك الكريم ونسأل الله أن يكتب لك الأجر أجزل والمثوبة».
وأبان العقيل، أن حفظ القرآن والتخلّق بأخلاقه نعمة على العبد تستحق الشكر والتقدير، وأضاف: «نحمد الله القائل (إنّ هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم) مثنيا فضيلته على صاحب الجائزة، معربا عن شكره لجمعية الشيخ فهد الحمادي على تبنّيها هذه الجائزة ودعمها لها سائلين الله أن يبارك للشيخ الحمادي ويخلف عليه خيراً»، وأضاف: «نعم المال الصالح في يد الرجل الصالح، وكم كان هذا المال سبباً في رضوان الله عز وجل على عبده وإدخاله جنته، فهو من أعظم ما يتقرب به العبد، مبشرا حفظة كتاب الله بأنّا لهم مشجّعون ومهتمّون» وأضاف: «عملكم سامٍ فضاعفوه واحتسبوا الأجر والثواب عند الله».
مرحباً بسمو الأمير
أما نائب رئيس الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن فضيلة الشيخ محمد بن علي العيد فقال :»الحمد لله رب العالمين صلاةً وسلاماً دائمين مادامت السموات والأرضين على نبي الرحمة ونبي الأمة محمد بن عبد الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله وصحابته أجمعين». معربا عن ترحيب جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الدوادمي بالجميع في هذه المناسبة المباركة بإذن الله، المتعلقة بجيل القرآن، مشيرا إلى أن من جمع القرآن فقد حمل أمراً عظيما، وقد استدرجت النبوّة بين جنبيه إلاّ أنه لا يوحى إليه كما ورد عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، ويكفي شرفاً وفضلاً وأجراً ونوراً ومضاعفةً للحسنات قول فاطر الأرض والسموات «إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سراً وعلانية يرجون تجارةً لن تبور ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور». وقال الشيخ العيد، إن النبي صلى الله عليه وسلم بشّر قرّاء القرآن بقوله: «الذي يقرأ القرآن وهو ماهر فيه مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران» الإمام مسلم -رحمه الله-، وأضاف العيد:» جمعية تحفيظ القرآن الكريم ترحب بصاحب السمو الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد آل سعود .. فأهلاً وسهلاً ومرحباً بقدومكم ضيفاً عزيزاً على قلوب أهالي المحافظة جميعا، حللتم أهلاً ونزلتم سهلاً، جعلكم الله مباركين أينما كنتم وحيثما حللتم». كما رحّب فضيلته براعي الجائزة بقوله: «مرحباً بالأخ العزيز فهد بن محمد الحمادي هنيئاً لك يا فهد الخير أبا محمد، أجور تدرّ عليكم وعلى والديك، وتسجّل لك في صحيفة حسناتك، كيف لا وقد كنت سبباً مباركاً في تنافس المتنافسين وتسابق المتسابقين في ميزان الخيرية «خيركم من تعلم القرآن وعلّمه» فالعلم نجاحه إلى دعمكم والمتعلم بحاجة إلى دعمكم، هنيئاً لك يا فهد الخير في تجارة لن تبور مع العزيز الغفور الشكور».
خدمة كتاب الله
من جهته تحدث رجل الأعمال المعروف رئيس اتحاد المقاولين العرب رئيس مجلس مؤسسة أوقاف فهد الحمادي راعي جائزة الحمادي لحفظ القرآن الكريم بالدوادمي الشيخ فهد بن محمد الحمادي قائلاً : لقد عقدنا العزم في أوقاف فهد بن محمد الحمادي «مساند» على دعم مشاريع الخير والدعوة إلى الله وعلى رأسها وأهمها جمعيات تحفيظ القرآن الكريم، واليوم شرفني الله بتبنّي هذه الجائزة (جائزة فهد بن محمد الحمادي لحفظ القرآن الكريم) في محافظتي العزيزة على قلبي الدوادمي.
وقال الحمادي، إن من أهداف هذه الجائزة تحقيق الخيرية التي دعا لها رسول الله صلى الله عليه وسلم، والإسهام في خدمة كتاب الله عز وجل وزادت أهمية هذه الجائزة برعاية صاحب السمو الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد آل سعود، وأضاف :»فشكر الله لسموه حضوره وتحمله عناء السفر، ولا أنسى الدور الكبير الذي توليه قيادة هذه البلاد بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده، وسمو ولي ولي العهد تجاه القرآن الكريم، والحث المستمر لرجال الأعمال في ضرورة المشاركة والمساهمة في خدمة كتاب الله الكريم».
دعم القيادة متواصل
من جهته رحب وكيل جامعة شقراء للشؤون التعليمية الأستاذ الدكتور أحمد بن محمد اليحيى، بصاحب السمو الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد آل سعود بين أهله، مثمناً لسموه تجشم عناء السفر لتخريج كوكبة من حفظة كتاب الله، وما هذه اللفتة من سموه إلاّ دليلا على حرصه وحرص هذه الدولة الرشيدة بكتاب الله وحفظته، وأردف : «ومن فضل الله علينا ما نشاهده من تيسير الله تعالى لحفظ القرآن العظيم والدعم المتواصل من ولاة الأمر حفظهم الله ومن محبتهم للخير بل وتقدمهم لحضور هذه المناسبات الخيرة والعناية والرعاية من قبلهم لأهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته».
وقال اليحيى، إن المسلمين سعوا عبر العصور بالاهتمام بكتاب الله وقدموا العطايا في سبيل ذلك لما فيها من حفاوة عند الله وأجر عظيم، مشيرا إلى أن هذا الأجر يعود على حامل القرآن وعلى من ساهم في حمله من مشايخنا وولاة أمرنا ومن رعى ذلك معنوياً ومادياً، كما أن على حافظ القرآن الكريم أن يكون قدوة يقتدى به، ويتخلق بأخلاق القرآن ويتأدب بآدابه، وينهج منهجه الحق الذي يقرّب إلى الله تعالى.
وأكد اليحيى، بأنهم في سعادة غامرة وهم يرون هذا الأثر العظيم لهذه الأمة التي تستمر وتواصل مسيرتها في نقل هذا القرآن الذي هو كلام الله تعالى للأجيال، وفي الحقيقة إن أعظم وأفضل منحة هي القرآن، واختتم حديثه بقوله : «أشكر لسمو الأمير الدكتور حضوره وتشريفه للمحافظة ولأبنائه حفظة كتاب الله، سائلاً الله له الأجر والمثوبة وأن يكتب خطواته»، وأضاف: «أشكر أخي الأستاذ فهد بن محمد الحمادي على دعمه وتبنيه لهذه الجائزة، كما أشكر الإخوة في جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الدوادمي على جهودهم الجبارة في تشجيع أبنائنا على مواصلة حفظ كتاب الله والاهتمام به جعل الله ذلك في موازين حسناتهم».
الداودمي في أجمل حلة
أما الدكتور نادر بن بهار العتيبي المشرف على عمادة كلية المجتمع بالدوادمي ورئيس اللجنة الإعلامية للجائزة، فأكد أن محافظة الداودمي تتزين وتتحلى هذا اليوم برعاية كريمة من صاحب السمو الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد آل سعود رجل الخير وسليله والذي عرف بكرمه وإحسانه ودعمه المستمر في سبيل الدعوة إلى الله عز وجل، حيث يحضر هذا اليوم راعياً لجائزة الشيخ فهد بن محمد الحمادي لحفظة كتاب الله التي تقيمها الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بمحافظة الدوادمي، لا حرم الله سموه الأجر وجعله مباركاً أينما كان، وهو بهذا التشريف والرعاية يؤكد سياسة هذه البلاد الطيبة المباركة والنهج المتين الذي قامت عليه في العناية بكتاب الله تعلماً وتعليماً ودعماً لا محدود بدءاً من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه» وأبنائه من بعده حتى هذا العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وفقه الله. وأضاف العتيبي: «لا أنسى تلك اليد البيضاء التي تبنت هذه الجائزة أخي الشيخ فهد بن محمد الحمادي الأنموذج المشرّف لرجالات الأعمال، أوقفت وأنفقت، يقول الله تعالى: «وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه». وتابع قائلا: «بارك الله لك في مالك وأطال في عمرك على طاعته، معربا عن شكره لجميع اللجان التي عملت من فترة طويلة حتى يظهر هذا اللقاء بأفضل حلة».
عمل جليل
إلى ذلك تحدث المحاضر في كلية التقنية وخطيب جامع أبي بكر الصديق بالدوادمي الشيخ عبدالله بن محمد الماضي بقوله : «الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : ففي مناسبة كريمة عظيمة يكرم فيها حفظة أعظم كتاب ألا وهو كتاب الله وفيه أعظم كلام ألا وهو كلام الله جل وعلا لا يسع الواحد إلاّ أن يقف احتراماً لهؤلاء الحفظة الذين قضوا أوقاتهم في الانكباب على حفظ كلام الله، ونسأل الله لهم العمل بكتابه والثبات على دينه والإخلاص في العلم والعمل، كما لا يسعني إلاّ أن أذكّر بالأجر العظيم لكل من أعان على هذا العمل الجليل من مدرسين وجمعية. وأهنئ من وضع هذه الجائزة حثاً لهم وتشجيعاً وهو الشيخ فهد بن محمد الحمادي، جعل الله ذلك في موازين حسناته، مختتماً حديثه شاكراً لصاحب السمو الأمير الدكتور سعود بن سلمان بن محمد آل سعود رعايته الكريمة لهذا الاحتفال وتمثيله لولاة الأمر الذين يحثّون ويشجّعون على حفظ كتاب الله، جعل الله ذلك في موازين حسناتهم.