«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي الدكتور عبدالله بن عويقل السلمي تحدث إلى «الجزيرة» معلقاً على «إحصاءات نشر الأندية الأدبية» التي تناولها عدد من الباحثين والباحثات في «مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس»، عطفاً على ما نشرته «الببلوجرافيا» التي أصدرها خالد اليوسف قائلاً: يُشكر اليوسف بوصفه فرداً قدم رصداً لحركة النشر في المملكة، ومنها ما يتعلق بنشر الأندية الأدبية، إلا أن من يتصدى لمثل هذا العمل فإن أول أدواته التتبع والاستقصاء والتقييم، وأن يغشى الأندية الأدبية، للتثبت من كل معلومة يقرأها فضلاً عن معلومة يريد رصدها ومن ثم نشرها!.
وأضاف السلمي: الملوم في هذا - أيضاً - المؤسسات الرسمية التي تبنّت نتائج هذا الرصد، وأخذت تقدمه وتطبعه وتخرجه للقارئ بمعلوماته المغلوطة وغير الصحيحة، لأن الإحصاءات التي سمعناها في مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس، فيما يتصل بمحاور المؤسسات الأدبية والثقافية إحصاءات قديمة، أو غير صحيحة، وكان مرجعها رصد اليوسف «فقط»، إذ لم يقف صاحبها على الحقيقة التي تمتلك دقتها الأندية الأدبية، فإصدارات الأندية الأدبية الستة عشر منفردة أو مجتمعة تتجاوز بكثير ما تداوله المشاركون والمشاركات في بحوثهم. ونحن هنا لا نتحدث عن الاختلاف نوعاً ولا نخشى الحديث عن الكم المنشور أياً كانت إحصاءاته، فهذا أمر آخر، إلا أنني أجد أن الأندية الأدبية - وبكل أسف - تعاني من الجحود والتنكر والصدود والعقوق، لأني وجدت منذ نشر تلك المعلومات المغلوطة من انبرى بالكتابة وبالرأي والتعليق فرحاً مبتهجاً بتلك الأرقام المتدنية للنشر، إذ إني لا ألوم من رصدها بوصفه فرداً، لكنني ألوم وبشدة من تعاطى وتعامل مع تلك الأرقام بأنها حقائق دقيقة وصادقة وموضوعية ممن سمعناهم من الباحثين المشاركين في المؤتمر.
وختم السلمي حديثه قائلاً: على صاحب الدراسة والباحثين من الجنسين وكل من تداول تلك الإحصاءات أن يرتادوا الأندية الأدبية، وأنا على يقين أن من المثقفين وممن شاركوا أو حضروا هذا المؤتمر يقتنون في منازلهم إصدارات للأندية الأدبية مما لم تشمله تلك الإحصاءات، ولم ينص عليها ما رصدته «ببلوجرافيا» خالد اليوسف، ولا الباحثين أنفسهم فيما سمعنا من أوراق الذين ساروا في ركاب تلك الأرقام التي جانبت الصواب في رصد جهود الأندية الأدبية فيما يتعلق بالنشر، إذ يفترض في كل من قدم بحثاً لمؤتمر متخصص أن يتثبّت وأن يتجاوز ما سبق إلى واقع ما وصلت إليه أي موضوع يريد بحثه.
أما رئيس نادي القصيم الأدبي الثقافي الدكتور حمد السويلم، فقد وصف الأرقام التي تم تداولها عن نشر الأندية الأدبية، والتي تداولها بحوث الأدباء السعوديين في مؤتمرهم الخامس، بأنها مشكلة كبرى فيما يفترض أن يكون عملاً محكماً، مردفاً قوله: على الباحث أن يكون أمام الحقيقة العلمية وافية كاملة، إذ إن هذا هو الهدف الرئيس من بحث أي دارس لموضوع، لأنني أرى أن بعض الباحثين اقتصر جهده على (التقاط) المعلومة من أي مصدر التقاطاً دون أن يتوثق منها، ليقدمها مقيماً عليها نتائج دراسته التي لن تكون دراسة ذات جدوى علمية، وذات دقة فيما تصدت له بالدراسة، لكونها لم تعتمد المصادر الأساسية الدقيقة الثابتة.
ومضى السويلم مؤكداً أهمية تصحيح ما تم تداوله الفترة الماضية عن نشر الأندية الأدبية، مردفاً قوله: على الباحثين أن يتحروا الدقة في مرجعيتهم، وعلى المؤتمرات العلمية أن تتثبت فيما يصلها من دراسات ذات المعطيات الكمية والرقمية والإحصائية، التي تتكون منها البحوث، فاللجان العلمية في بعض المؤتمرات يقع عليها بعض اللوم لأنها يفترض أن تراجع ما تتضمنه تلك البحوث المتقدمة لها من معلومات، لأن الاضطراب الرقمي، يعني فقدان القيمة وفقدان الهدف المعرفي من البحث.