«الجزيرة» - محمد المرزوقي:
أكد مثقفات ومثقفون على أهمية ما يعقدونه على «ملتقى الأدباء السعوديين» في دورته الخامسة، لكونه امتدادًا لمسيرة الأدب وتطلعات الأدباء على مدى أربعة عقود، واصفين تطلعاتهم تجاه هذه الدورة أن تكون محطة أدبية مختلفة في شكل رؤيتها، وفي أبعاد تطلعاتها الاستشرافية للأدباء والأدب في المملكة، وأن تكون بوابة «عمل» مرحلي يواكب لرؤية 3020 التي رسمت آفاقًا من العمل التنموي الشامل للمملكة.
نبيلة: نحتاج رقابة نوعية
استهلت الكاتبة نبيلة محجوب، حديثها عن مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس قائلة: كان لي تجربة حضور المؤتمر الثاني الذي انعقد حينها في مكة المكرمة، ولم أدع للمؤتمرين الثاني والثالث، ما جعلني بعيدة عن جوهر ما دار فيهما من قضايا وتوصيات، إلا أنني مع انعقاد المؤتمر هذا العام في دورته الخامسة أؤمل الكثير على هذا المؤتمر في ظل ما وجدته من حرص معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، لكونه الوزير الشاب والطموح من جانب، ولما أجده في نفسي من تفاؤل بعد إنشاء مركز الملك سلمان للفنون، وإنشاء هيئة للثقافة، وما يجعلني أشعر بكل هذه التطلعات، هو ذلك اللقاء الذي جمعنا بوزير الثقافة والإعلام في نادي جدة الأدبي الثقافي، وحرصه على سماع أفكار المثقفين، فنحن أمام حاجة إلى دعم المثقف على المستوى الشخصي، لما سيثمر به على مستوى مشهدنا الثقافي، وتحرير المؤسسة الثقافية من قيود البروقراطية والروتين، والنهوض بالعمل الثقافي المؤسسي بروح جادة متجددة، وطباعة الكتب الأدبية «النوعية» ورفع سقف «رقابة الجودة» التي تسهم من خلال معياريتها في صناعة المنتج الثقافي، والحركة الأدبية في بلادنا.
بنجر: نحن صنّاع ثقافتنا
عضو نادي مكة المكرمة الأدبي الثقافي – سابقًا- الكاتب فارق بنجر، قال: إن مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس يأتي في سياق تاريخ عريض، وامتداد ثقافي عريض، إذ عقد المؤتمر الأول للأدباء السعوديين في مكة المكرمة عام 1974م ثم أقيم المؤتمر في دورته الثانية والثالثة والرابعة في المدينة المنورة عام 2013م ما يجعلنا أمام مسار ثقافي وأدبي امتد لقرابة الأربعين عامًا، لنكون بذلك أمام مطلب ثقافي للأدباء السعوديين الذين هم أدرى بثقافة شعابهم الأدبية، والإبداعية في المملكة التي تنتظر منها ثقافيًا وفكريًا الكثير، فهم أهل الشأن الثقافي، وعلى رؤاهم تعقد نواصي الآمال والتطلعات، متمنيًا بنجر أن يستشرف المؤتمر رؤية المستقبل الثقافي لبلادنا، مختتمًا تطلعاته بقوله: الذي أرجو أن يكون مؤتمرًا متطورًا وثابتًا بأفكاره وجلساته ومحاور موضوعاته، التي على أدباء ومثقفي بلادنا استشرافها بأصواتهم الوطنية لتكون أصواتهم السعودية بتوصيات من شأنها الإسهام في خلق فضاء إبداعي وصناعة الحضور الأدبي والثقافي لبلادنا.
بديعة: لنشرع للإبداع فضاءات
فيما تمنت الشاعرة بديعة كشغري، أن يكون ملتقى الأدباء السعوديين الخامس بمثابة المحطة الأدبية التي من شأنها أن تجعل من أفكار الأدباء والمثقفين إلى «استثمار» طاقاتهم من خلال ما سيطرحونه من أفكار خلال جلسات المؤتمر، وعبر توصياتهم التي سترسم تطلعاتنا وآمالهم، مؤكدة كشغري على أهمية الالتفات إلى توصيات الملتقيات الأدبية الأربعة الماضية، مردفة قولها: لعل أهم ما نطمح إليه هو تأسيس رابطة الأدباء التي من شأنها أن تهيئ للأدباء السعوديين فرص التلاقح الفكري، وجسر الهوة بين المنتج الأدبي بين جيل الناشئة والأجيال السابقة، وإشراع الأبواب أما الأدب والثقافة كي تنمو وتزدهر دون توجس من مقص الرقيب، كما يحذوني تأسيس صندوق الأديب الذي يحفظ له قدره، ويقيه سوأة العوز وقت الكبر والمرض والحاجة، مختتمة كشغري تطلعاتها، بالتأكيد على أهمية استثمار ما لدينا في مشهدنا المحلي من طاقات أدبية وإبداعية، تحتاج إلى من يدفع بها إلى الأمام بتشجيعهم، والاعتناء بأدبهم.
الجعيد: أين هيئة الثقافة؟
رئيس نادي الطائف الأدبي الثقافي عطا الله الجعيد، أكد على أهمية أن يكون ملتقى الأدباء السعوديين في نسخة الخامسة خطوة ثقافية في مسيرة مشهدنا الثقافي، متمنيًا أن يخرج المؤتمر بتوصية تؤكد على أهمية سرعة تفعيل «هيئة الثقافة» التي وصفها الجعيد قائلاً: لا يمكن وصف مشاعر ابتهاج المثقفين والمثقفات في المملكة بصدور الموافقة السامية على إنشاء هيئة الثقافة التي ما زلنا نترقب بزوغ ضوئها، التي لا تزال غائبة عن أنظار مشهدنا الثقافي، لذا آمل أن تكون الهيئة أحد أبرز التوصيات التي يجب أن يلح الأدباء في ملتقاهم الخامس على سرعة تفعيلها، إضافة إلى أن يكون المؤتمر الخامس للأدباء السعوديين الخطوة «العملية» الأولى نحو إيجاد صندوق الأدباء الذي يظل أحد أبرز ما ينشده مثقفو ومثقفات المملكة، وتعزيز حضور المبدعين الشباب من خلال مؤسساتهم الثقافية، ورعاية وتنمية مهاراتهم الأدبية، وتقديمهم للمشهد الثقافي، وطباعة ما يستحق من نتاجهم الإبداعي، لوضع مسيرتهم الأدبية على جادة الطريق النوعي، مختتمًا الجعيد تطلعاته بأن يسهم الملتقى في التوسع في إنشاء الأندية الأدبية التي لا يمكن أن تنوب عن دورها لجان فرعية.
يعقوب: لهذا أهدرنا الكثير
من جانب آخر أكد الشاعر محمد يعقوب، أن التطلعات تجاه مؤتمر الأدباء السعوديين الخامس، تأتي بحجم المرحلة، وبحجم المرحلة الثقافية والحضارية التي تعيشها المملكة، مردفًا قوله: الثقافة في المملكة توجه البوصلة باتجاه المستقبل، فعلينا ألا نلتفت إلى الخلف ولو قليلاً، لأنني أعتقد أننا في المشهد الثقافي المحلي أضعنا الكثير من الوقت، وفرطنا في الكثير من الفعل الثقافي، وما ذلك إلا نتيجة غياب الرؤية الثقافية التي من شأنها أن ترسم مشروعاً ثقافياً وطنياً، ولعدم وجود المؤسسة الثقافية التي يدخل تحت مظلة استراتيجياتها المؤسسات الثقافية في تكاملية عطاء ثقافي حقيقي، مختتماً يعقوب حديثه بالتأكيد على ما يعوّله الأدباء عبر ملتقياتهم التي يأتي في مقدمتها ملتقى الأدباء السعوديين الذي من شأنه أن يكشف الستار عن عديد من الهموم الثقافية التي ترسم الأولويات الثقافية، وتوجه العمل الثقافي إلى ما نريده أن يكون ماثلاً للعيان الثقافي بدلاً من الاجتهادات الفردية، أو العمل المؤسسي النمطي المكرور.