في نظامنا التعليمي الدراسي إجازات متعددة كالإجازة الصيفية، وإجازة نهاية الفصل الدراسي الأول، وإجازة منتصف الفصل الدراسي الثاني، وغيرها.
وفي هذه السنة أطلت علينا لأول مرة إجازة منتصف الفصل الدراسي الأول منقادة كعروس تجر أذيالها بعد دراسة شهرين متتاليين، ونحن لم نكد نتعب بعد من عناء الدراسة، ولم ننس أطول إجازة صيفية تمتعنا بها ! وبهذه الإجازة سيرتفع عدد إجازاتنا الدراسية إلى أربعة في عام واحد .
وتشرع الإجازات لأهداف سامية أهمها: الترويح والتغيير عن النفوس من عناء الدراسة أو العمل، وتنشيط التواصل الاجتماعي وغيرها.
وقد نتجت عن الإجازات القصيرة مظاهر سلبية عديدة منها: الغياب قبل وبعد الإجازة، وعدم استفادة كثير من الطلاب منها بشكل أفضل، وقضائها بكثرة النوم، واللعب، والتسكع في الشوارع والأسواق، وزيادة الازدحام في بعض المدن والشوارع، وزيادة مصاريف الأسر للترفيه، وتفضيلها على الدراسة حتى قيل عنا: «بأننا شعب يريد إجازة قبل الإجازة ليستعد للإجازة، وإجازة بعد الإجازة ليرتاح من عناء الإجازة»!
وهناك معايير لاختيار توقيت الإجازات؛ لتتناسب مع الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والمناخية، وغيرها للدولة لا داعي لذكرها. وحين أقرت إجازة منتصف الفصل الثاني طارت بها الركبان وطالبوا بإطالتها لأسبوعين وتضجر منها بعضهم. وقيل إن وزارة التعليم ستدرس جدواها، وإلى الآن لم تعلن نتائج دراستها!
وأتساءل هل تعليمنا بحاجة لإجازة منتصف الفصل الأول؟ ولماذا لم تهيئ وزارة التعليم المجتمع سنة كاملة لها، أو تأخذ رأيه ورأي المختصين عنها؟ وهل ستعمل عنها دراسة وافية لمعرفة سلبياتها وإيجابياتها، وتشرك المجتمع معها في دراستها، وتعلن نتائجها بشفافية كاملة؟