التسوّل ظاهرة مشاهدة في كل البلدان وتعتبر من القضايا الاجتماعية فيمتهنها بعض من المحتاجين والفقراء......... وهي في ازدياد وخاصة عند إشارات المرور وفي الأسواق والمجمعات التجارية وعند محطات البنزين وسط المدن وتتعجب أكثر أثناء السفر عن طريق البر بمسافات بعيدة تجدهم عند محطات البنزين يتسوّلون كأنهم وسط المدينة بنفس الأشكال نساء وأطفال وملابس ممزقة وغيرها....... فهم يتنقلون من مكان لآخر ففي الغالب تجدهم من النساء يحملن أطفالا صغارا بملابس غير نظيفة ودون أن تغطي طفلها جيداً عن حرارة الشمس وفي فصل الشتاء أيضاً مع شدّة البرد تنظر لملابس الأطفال أنها أقل تدفئة، فما ذنب هؤلاء الأطفال وتعريضهم للأجواء الحارة والباردة؟ إلاّ ليكتسبوا عاطفة الناس وهذا من أساليب الاستعطاف التي يستخدمها المتسولون بالكذب والتظاهر بالعجز أو من في شكله عيب خُلُقيّ ليحصلوا على المال من الناس فالمتسوّلون من جنسيات مختلفة ولا تجد فيهم سعوديون إلا ما ندر فهؤلاء الأجانب يمتهنون هذه الظاهرة في بلادنا ولها عواقبها السيئة على المجتمع، فمكتب مكافحة التسوّل بالرياض مشكوراً يقوم بحملات توعوية تبيّن أضرار ظاهرة التسول وآثارها على الفرد والمجتمع واشتمالها على عدد من الفعاليات المتنوعة كتوزيع الحقائب التوعوية والمطويات التثقيفية.
وقد حظيت هذه الحملة باستحسان المواطنين والمقيمين على حد سواء، ولم تقتصر الحملة على الجانب التوعوي بل شارك المكتب بمجموعة من اللوحات الوطنية في ميادين وطرق مدينة الرياض واستمرارها بتفعيل عدد من البرامج والأنشطة داخل المكتب استهدفت الموقوفين من جراء ظاهرة التسول.
نتمنى من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية أن تفعّل تلك البرامج والأنشطة عبر فروعها في جميع المناطق والمحافظات والمراكز على مدار العام لإيجاد الحلول للمتسولين بمساعدة الجهات المسؤولة بما فيها من وضع عقوبات صارمة للمتسوّل الذي يتخذ هذا الطريق كمهنة وهو قادر على العمل وكسب قوت يومه بيده وبإذن الله سوف تساعد كثيراً في التقليل من ظاهرة التسوّل حتى القضاء عليها نهائياً.