سعد الدوسري
أثارت تصريحات وزير التعليم، حول نسبة حضور الطلبة خلال الأسبوع الذي سبق الإجازة، جدلاً واسعاً في الأوساط الاجتماعية، بسبب أنها عالية جداً، ولا يمكن أن تصل لهذا الرقم بأي حال من الأحوال، طبقاً لما لمسه الجميع من حالات الغياب بين طلبة المدارس. ولعل السبب يكمن في ضعف جهاز الرصد التابع للوزارة، أو في رغبة المسؤولين عن هذا الجهاز، طمأنة الوزير بأن الأمور تسير على خير ما يرام، وأن الطلبة كانوا يركضون للمدرسة ركضاً، خلال هذا الأسبوع.
إن بعض النسب التي تصدر عن مؤسساتنا الحكومية تفتقد إلى المصداقية، ولا يعرف أحد لماذا تصدر بهذا الشكل المخالف للواقع، على الرغم مِن أن مَن يقومون بإصدارها يعلمون أن الناس الذين سيطلعون عليها، هم طرف فيها. يعني «شين وقواية عين»! وحين أقول مؤسساتنا، فلأنني لا أحصر القضية في وزارة التعليم، بل أعممها على الجميع، ويفترض بوزرائنا أن يدركوا أن وسائل التواصل الاجتماعي قادرة اليوم على تحليل كل الإحصاءات التي تصدر، وعلى تفنيد أرقامها، لإثبات مصداقيتها من عدمه، وحري بهم ألا يقبلوا كل ما يُقدم لهم من إحصاءات، على أساس أنها حقيقة مطلقة. فمثلاً نسبة الـ 90 %، لا يمكن أن نصل لها، حتى في الأيام العادية، فكيف بالأسبوع «الميت»؟! وفي المحصلة، نحن نطالب بآليات جديدة، تبعث الحياة في هذا الأسبوع، وتحبب الطلبة به.