د.دلال بنت مخلد الحربي
مارس الحشد الشعبي في العراق وهو ميليشيات تأسست على حس طائفي وغذيت بالكراهية ضد العرب السنة، واستقوت هذه المليشيات بالمساندة الإيرانية غير المحدودة التي تقدم لهم السلاح والتدريب، بل وصل الأمر إلى حد القيادة، حيث يتولى اليوم القائد الإيراني المثير للفتن قاسم سليماني التخطيط لهذه المليشيات.
والمؤسف أننا ننسى جرائم هذا الحشد التي بدأت منذ سنين في بغداد أولاً، حيث تمكن هذا الحشد الإرهابي من تفريغ أجزاء من بغداد ومحيطها من سكانها العرب السنة.
وظهرت جرائم هذا الحشد في معركة الفلوجة وهي جرائم أدانتها منظمات دولية وإنسانية.
واليوم حيث معركة الموصل التي تهدف إلى تخليصها من تنظيم داعش وتشارك قوات حكومية وقوات للأكراد في هذه المعركة، وهو أمر مبرر لأن له الصفة الرسمية والتي تكون مقبولة، ولكن المؤسف رغم نفي الحكومة العراقية فالحشد الشعبي يشارك في هذه المعركة ليس بهدف مقاتلة داعش لكن لقتل السكان الأبرياء من أهل الموصل وللاستيلاء على منازلهم وأراضيهم لأنه في مخطط هذا التنظيم إحلال سكان آخرين اعتماداً على الحس الطائفي.
إن من المدهش أن الغرب الذي يحارب الإرهاب في كل مكان كما يدعي لا يلتفت إلى هذا الحشد ولا يعد تجاوزاته اللإنسانية عملاً إرهابياً.
إن المتابعة السريعة لما ينشر ويرصد في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي يكشف عن الصورة القاتمة التي يرتكبها الحشد الشعبي بحجة تحرير الموصل من داعش في حين أنه يرتكب جرائم تفوق التصور، وتعبر عن الكراهية المتعمقة وتبرز الدور الإيراني في عداء العرب السنة وضربهم في كل وقت وحين.
ما يفعله الحشد الشعبي في العراق يتطلب التحرك، ويتطلب الإدانة، ويتطلب موقفاً حاله حال داعش، فالإرهاب لا يتجزأ ولا يؤدلج.