د. خيرية السقاف
عادل الجبير رجل محنّك, شديد الذكاء والحضور, في إهاب من المسالمة والرُّقي, إذا جلس برز, وإن تحدث أفحم, له مهابة في إهاب تواضع رفيع, مهما حاول سائلوه إحراجه بأسئلة مفخخة استطاع أن يفككها ويبطل نارها..
الرجل هذا, لم أعرفه لأقول فيه هذا, ولا أقول هذا إلاّ بعد قراءة معمَّقة وتأمُّل فاحص لأغلب ما جاءت به مواقفه مذ كان في أمريكا وتعرّض لحادثة الاغتيال وظهر للعيان, وتلاحقت مهامه, إلى أن غدا وزيراً للخارجية في وقت تكالب على الأُمة العربية والمسلمة من كل صوب الأعداء والطامعون والكاذبون , وذوو الأغراض المختفون والظاهرون, والمحاربون الذين يرتدون أثواب الصداقة وهم موقدون فتائل الشر,
عرفته من خلال الإعلام, وهو في كل المواقف يثبت قدراته,
هذا الرجل المختص علماً في السياسة, والاقتصاد, والعلاقات الدولية في مراحله العليا ما أكسبه زاد الحجة, ومكّنه من مهارة الإفحام, من خلال تجربته الطويلة والعميقة والفاعلة في أروقة ومناصب وأدوار السياسة والدبلوماسية والإعلام السياسي, واحتكاكه بأقطاب الدبلوماسية والقرار السياسي كالأميرين بندر بن سلطان وسعود الفيصل, ثم من القادة الملك عبد الله - رحمه الله - والملك سلمان - حفظه الله -, وبما فيها قيامه بمسؤوليات في السفارة السعودية قبل وبعد أن كان فيها سفيراً في واشنطن إذ لعب أدواراً مهمة بعد أحداث 11 سبتمبر للتقريب بين وجهات النظر الأمريكية والسعودية, ودفع طائلة هذه الأحداث عن كاهل المملكة وأبنائها سواء في أمريكا أو من خلال تمثله في المؤتمرات, واللقاءات الدولية لمكافحة الإرهاب, وقبلاً عضويته في البعثة السعودية للجمعية العامة للأمم, وعمله الدبلوماسي في مجلس العلاقات الخارجية بنيويورك, وعمله في الدائرة الإعلامية لشؤون الكونجرس بنيويورك, ورفقته للأمير سعود الفيصل - رحمه الله - في العديد من المؤتمرات, والأدوار, والمهام , وحضوره مؤتمر حوار الأديان, والعديد المتلاحق من أدواره الدبلوماسية والسياسية تمثيلاً وحضوراً جعله مكيناً من دوره الراهن وأهلاً للثقة فيه, بحيث يقف في الواجهة الآن من القضايا ذات المساس بحقيقة واقع السلم في العلاقات الدولية بين المملكة وشعبها والعالم بأطرافه الممتدة, ليبدو الوجه المشرق واللسان الناطق في هذه القضايا المثارة منبرياً, ذات المساس بحقيقة واقع السلم في العلاقات السعودية وشعبها تحديداً بأطراف العالم باختلاف مذاهبهم وأديانهم, وحقيقة الإسلام مقارنة مع بقية الأديان في القضية الكبرى التي تحركها وتحرضها وتشعلها إيران بلسان فصيح, وحجة ربانية وواقعية داحضة..
ما أثاره عادل الجبير من رضا واطمئنان بكل كلمة رد فيها على سؤال «مفخخ», وفجّر بها « كامناً مستوراً» بحجة العقل والمنطق دعاني لاقتراح أضعه بين أيدي وزير الإعلام, ووزير التربية, ووزارة الخارجية، وهو أن تقوم لجنة مكلفة مشتركة بين الوزارات الثلاث, تكون مهمتها عملاً مؤسساً وهو تسجيل جميع تصريحات, وتفنيدات الحقائق في خطابات, ولقاءات, ومؤتمرات الجبير الخارجية في هذه المرحلة, ثم التعليق عليها بذكر مناسبتها, ومصادرها من التاريخ أحداثاً, ومن القرآن آيات وأسباباً, ومن السنّة أثراً وإيضاحاً, ثم ترجمتها للغات عدة, وإعدادها سواء في كتب, أو أشرطة, أو أي نوع تختاره اللجنة من الأقنية الحديثة لإيصال ما قال لأذهان الطلاب, والمشاهدين, والزائرين, والسائحين,
فتصبح في التعليم مرجعاً في منهج المدرسة والتعليم لتوعية الجيل وإفهامه وإيصال الحقائق له,
وفي الإعلام بكل وسائله مادة ضمن برامجه الإعلامية المختلفة وسيلة إيصال وإبلاغ حجة, وتذكير غافل, ونشر حقيقة, وتوثيقها بما فيهم المواطن, والجار.
وفي الخارجية الدبلوماسية تقدم هدايا في أقنية توثيقية لضيوف الوطن من الدبلوماسيين, وذوي القرار والتمثيل لأوطانهم. وكذلك ضمن مكاتبها في العواصم العالمية المختلفة بلغاتهم.
وتشترك هيئة السياحة في دور نشرها بين السائحين في المناسبات المختلفة.
وهناك الكثير من معطيات الوطن التي تحتاج لهذه اللجنة, ولهذا العمل المؤسّس بهدف رمي الحقيقة في عين الشمس أمام أعين من يجهل, من لا يعلم, من يعلم وينخر كالدود في جذوعها.