يحلو لمتابعي الشأن الفروسي من مدربين وملاك وإعلاميين الدخول في لعبة الترشيحات قبل الدخول في معترك السباقات الكبيرة، ليس من باب ضرب الودع ثم اختيار فرس الرهان، لكن هذه الترشيحات تتكئ على خبرة سنوات اكتسبوها من العيش مع محيط الخيول وعالمها، وبالتالي أصبحت هذه الترشيحات لعبة خطرة ليست من باب التسلية وتمضية الوقت، بل إن نتائجها تجعل الفائز في توقع النتيجة الصحيحة يتباهى بين أقرانه في المجتمع الفروسي، وليس خافياً على هذا المحيط من هم الذين دائماً تصيب ترشيحاتهم.
يتناقل الفروسيون اسم الفرس «كافلة» والعائدة ملكيتها لإسطبل أبناء الملك عبدالله بشكل يجعلها هي المسيطرة على كل الأحاديث الجانبية، بل إن البعض يرشحها لتكون مشروع أسطورة، وهي المرشحة الأولى لنيل القدح المعلى في سباق كأس الملك المقبل لعمر أربع سنوات.
الترشيحات لم تأت تخمناً أو من باب الأمنيات، فـ»كافلة» قدمت نفسها بطلة بعد فوزها العام الماضي بكأس المؤسس وكأس الملك فهد للأفراس، ابنة الفحل العالمي علم التابع لـ»الأسطبل الابيض» وهي الوحيدة لأمها عنادل حتى الآن، تملك إمكانات عالية والكل يعرفها؛ طريقة طويها للمسافة مميزة، لديها قدرة هائلة للمحافظة على طاقتها والدفع بكل ما تملك عندما يطلبها الفارس.
الفرس ذات اللون الأزرق أكملت عامها الأول في الميدان السعودي واللافت أن مشاركتها الأولى في شهر محرم من العام الماضي جاءت ثانية في ظهورها الافتتاحي، ثم ما لبثت أن ودعت هذه المركز الذي لا يليق بفرس لا ترضى بغير الصدارة، ففازت بكأس وزارة البترول، ثم كأس الملك فهد للأفراس، ثم توجت مشاركاتها في عامها الأول بنيلها كأس المؤسس متغلبة على كل الحصن الذين شاركوها السباق وأنهوه وهم يتفرجون على هذه الأسطورة.
انتظرها متابعو الخيل هذا الموسم فلم تخيّب ظنهم عندما فازت في المركز الأول في جميع مراكيضها في مسافة 1600 متر، وكان آخر سباقاتها الفوز بكأس امارة نجران.
بدأت كافلة بالفعل بالمضي قدماً في مشروع تسجيل نفسها أسطورة جديدة في الميدان السعودي، ومن أهم نقاط هذا المشروع أنها لا ترضى بالمركز الثاني، بل إن الفارق عادة بينها وبين من يتعب لملاحقتها يصيب المتابعين بدهشة كبيرة من حجم المسافة التي تتركها كافلة بينها وبين الثاني.
الفروسيون ومن تابعهم ينتظرون هذا المشروع الأسطوري الذي بدأت تخطه «كافلة»، خصوصاً أنها قادرة على اجتراح المعجزات وتحطيم الأرقام القياسية السابقة، إذاً نحن على موعد مع منافسات شرسة ستكون «الزرقاء» الكلمة العليا وهي تدعو الجميع: هل من منافس؟