سعد الدوسري
لم يمر اعتذار الأمير عبدالله بن مساعد، رئيس الهيئة العامة للرياضة، عن جملة «مو شغلك» التي أوردها أثناء مؤتمرٍ صحفي، مرور الكرام. فلقد أشعل هذا الاعتذار ساحات التواصل الاجتماعي، وساحات الورق الصحفي، لأسباب عدة؛ فالرئيس من الشخصيات الصارمة قليلة الكلام والابتسام، ولم يكن أحد يتوقع منه مثل هذه المبادرة، كما أن المسؤولين بشكل عام نادراً ما يعتذرون، خاصة إذا كان الخطأ قد أُرتكب في حق الصحافة، فهي الجدار المائل وهي حمّالة الأسيّة!! وطبعاً لكون عبدالله بن مساعد صاحبَ سموٍ ملكي، فلقد جاء وقع اعتذاره أكثر تأثيراً وأوسع انتشاراً.
إن أكثر المستفيدين من هذا الاعتذار، هو الشخص الذي أخطأ، والذي شهد خطأه الملايين. هؤلاء سيقدّرون اعتذاره، وسيعتبرونه من كرم الأخلاق، فهناك من ظل يخطئ في حق الصحافة، وفي حق الجمهور، دون أن يفكر ولو لبرهة أن يعتذر، بل على العكس، فلو أُتيحت له الفرصة، لمارس مزيداً من الأخطاء وبحجم أكبر؛ وهؤلاء حين يقرؤون أو يستمعون لاعتذار شخصية قيادية مثل عبدالله بن مساعد، ربما سيفكرون في المستقبل، قبل أن يتجرؤوا للمساس بالآخرين، خوفاً من أن يضطروا للاعتذار أمام الملأ.
نحن اليوم نشهد تجاوزات غير مقبولة في الوسط الرياضي والوسط الثقافي والوسط الفني والوسط الإعلامي والوسط الدعوي والوسط الرسمي، ونشهد أيضاً رفضاً لثقافة الاعتذار، الثقافة المحرّمة!!