لن أسهب في تفسير منطق يتماشى والواقع دون حس منهمر وغير نمطي، لا أحتمل تتابع تلك المفاجآت التي مازالت تقتص من أنسي المتواضع وتنهشني بانقضاضها عليّ!. لذلك فسأبتهل إلى الله أن يختار لي الطريق الأصوب.
أعلم بأنّ كلاً يناضل في سماء مغايرة تتهيأ لإغراقه في فرديته غير آبهة به وبما يحتويه داخله من صنوف الحيرة والاغتراب والخوف غير المؤهل للمقاومة.
كيف أبرأ مما علق بي وأشعرني بثقل غريب لا يرحمني.
أأنا الوحيدة التي تساءلت عن فراغها لتسرح في فضاء من عدم؟!.
لا حصانة كافية لديّ تجاه الأجواء الملغومة بالكآبة خاصة وأنها مناخ يرافق الوحدة التي تستلني وتضغط عليّ .
أفضل تأمل قامة العالم وجاذبية الحياة على محدودية أرصفتها وعوق صعاليكها ؛ دون السباحة في بحر ضيق الروح والرؤية يعيدني إلى كدري الأليف.
أتلهف إلى لحظة أعاود معها القفز في سبل الكون حتى أجد الفرصة المناسبة للاستقرار والسكينة ، وأصير غيمة مبتهجة. وأما ماعدا ذلك فلا طاقة لي به.
سأزداد فخراً بذاتي.. التي لم تجامل برغم جنونها ، على حساب ما تحمل من قيم شخصية مهما استتفهت فهي في نظرها ذات معنى ومبنى وتاريخ خاص؛ أنا هي أنا إلا أنني تأخرت لأتشبع بما أراه محققاً لفطريتي ومنسجماً بها. وإلا فأنا مثل تلك الأنثى الشرسة التي لا تغادر جحر ذاتيتها وإن كان هو حفرة حتفها .
فالتغير ليس صحياً دوماً ، بل قد يكون وباءً ونضطر إليه لأنه سيخلق من ضروراتنا كيفية أخرى تقاوم قلة تحملها وضعف مناعتها. وعلى الرغم من ذلك فأنا في حاجة إلى ذلك الجانب الإنساني الذي لم يتغير فيّ برغم كل تغير لأنّ هناك ذاتاً شاعرة تغذيه بحسها.
- هدى الدغفق