بعض البشر لم تسد عليه طريقًا، ولم تفسد عليه زوجًا، ولم تمنع عنه ضوءًا، ولم تهدم له بيتًا، ولم تنافسه على مجد، ولم تزاحمه على منصب، ولم تؤذه في نفسه، ولم تفر له عرضًا، ولم تسلب له مالاً, بل ربما أنك تنفعه وتعلمه وتسدي له الخير.. ومع ذلك لا يتورع عن إيذائك، والتعرض لك، والاعتداء عليك، والنيل منك، والافتراء عليك.. عقلية عجيبة موجودة في حياتنا اليومية، أصحابها كأنما رضعوا مع ضباع، وتربوا في حظيرة ذئاب.. الشر يجري في عروقهم مجرى الدم، لا يقر لهم قرار، ولا يهدأ لهم بال، ولا يغمض لهم جفن حتى يتعرضوا لأحد بأذى أو شتم؛ لذا لا تستغرب وجودهم؛ فهم جزء من الحياة، وكل ما عليك هو تجاهلهم، ولا تجعلهم يستدرجونك لمعارك جانبية، أنت من سيخسر فيها، وكذلك احذر أن تبدي لهم ضعفًا، أو تُظهر لهم انكسارًا؛ فهم لئام أنذال، لن يرحموك، بل سيسحقونك، ويزيد شرهم؛ لذا تماسك أمامهم، وكن صلبًا!