«الجزيرة» - أحمد السليس:
أستونيا، هي واحدة من بين جمهوريات البلطيق الثلاث «ليتوانيا، ولاتفيا، وأستونيا»، والأصغر من بينهن، وتأتي على حدودها من الشرق جمهورية روسيا الاتحادية، فيما يحدها من الجنوب لاتفيا، في حين تطل على بحر البلطيق من الشمال والغرب. وتعتمد أستونيا اللغة الأستونية لغةً رسمية لها، وهي لغة قديمة لا تنتمي لمجموعة اللغات الأسكندنافية ولا مجموعة اللغات السلافية، فهي أقرب ما تكون للفنلندية، كما أن أصول الأستونيين تعود لذات القبائل القديمة التي ينتمي إليها الفنلنديون.
وحتى القرن الثاني عشر ميلادي كان الأستونيون يدينون بديانة وثنية قديمة، ثم أجبروا على التنصر واعتناق المسيحية الكاثوليكية عن طريق الألمان وتبعهم الدنماركيون والسويديون والروس الذين حولوهم إلى الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية. وظل هذا البلد مسرحاً للنزاعات والصراعات بين الدول الكبرى المحيطة به، وكانت ملكيته تنتقل من إمبراطورية لأخرى، بل أن السويديون والذين أسسوا معظم المدن في أستونيا استغنوا عنه للألمان لتجنب مواجهة الروس بعد أن غنموا من غاباته الطبيعية ما غنموا من أخشاب.
تبلغ المساحة الإجمالية للجمهورية الأستونية حوالي 45000 كم مربع، 40% منها غابات و20% مراعي طبيعية، وأعلى ارتفاع في الأراضي الأستونية هو 314 مترا فقط.
كما أن العدد الإجمالي للسكان يبلغ مليون ونصف المليون نسمة، الأستونيون منهم فقط 70% والباقي روس وأوكرانيون وفنلنديون وغيرهم.
الانضمام إلى أوروبا
نظراً لدخول المسيحية متأخرة وتغير الكنيسة وفق هوى المسيطر فإن معظم الأستونيون غير متدينين، ويتبع بعضهم الديانة الوثنية القديمة القائمة على التوحد مع الطبيعة، كما توجد أقلية يهودية بسيطة. وكان أحد الفنلندنيين من أصل عربي نجح في ترجمة القرآن الكريم إلى اللغة الأستونية وتم طبع 2000 نسخة نفذت كلها خلال أسبوع من نزولها للأسواق.
وكانت أستونيا نالت استقلالها في بدايات القرن العشرين وخلال الحرب العالمية الثانية أعادت روسيا احتلالها بطريقة وحشية، ولم تنل أستونيا استقلالها مرة أخرى إلا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في أواخر الثمانينات وكان موعد إعلان الاستقلال في عام 1990 بعد أن منحوا الروس عامين لإزالة معسكراتهم وتفكيك محطاتهم النووية.
ويعود سبب اهتمام الروس بأستونيا إلى كونها بوابة روسيا لبحر البلطيق الغني بالأسماك والقريب من الدول الأوروبية.
وقد انضمت أستونيا لدول الاتحاد الأوروبي في عام 2004م، ودخلت إلى فضاء الشنغن، إلى جانب أنها فعلت الكثير لتغيير عملتها الكرونا إلى اليورو، علماً أن الواحد يورو كان يساوي 15 كرونا أستوني. وفي الغالب لا توجد رحالات مباشرة من الخليج إلى عاصمة جمهورية أستونيا «تالين»، وبالتالي يمكن الوصول لهذا البلد عن طريق بعض الدول الأوروبية المرتبطة برحلات مباشرة مع دول الخليج، أو عن طريق موسكو.
تالين
تشكّل المرفأ الرئيس في أستونيا، وهي تقع على ساحل خليج «فنلندا» الذي يشكّل جزءاً من بحر البلطيق، وقد بقي اسمها القديم «رفال» بالألمانية متداولاً حتى نهاية العام 1918، وهو اسم وُجِد في أحد الأعمال العربية القديمة. وتقع تالين على بعد 80 كيلومتراً من جنوب «هلسنكي»، وتحظى بمناخ قارّي لطيف، وتغطّيها الثلوج لمدة 100 يوم، بمعدّل وسطي، خلال العام، كما أن ارتفاع هذه الثلوج يمكن أن يبلغ «59 سم» أواسط الشتاء. أمّا صيفها فمعتدل إجمالاَ، وقد تبلغ درجات الحرارة خلاله حوالي 30 درجة مئوية.
القصر القلعة
يعتبر من أهم المعالم في عاصمة أستونيا «تالين»، حيث بنى القيصر هذا القصر على أملاكه الخاصة، وهو مكان رائع يمكن بلوغه بواسطة الباص، مع الاستمتاع بمشاهدة الحدائق الجميلة والغابات المجاورة خلال هذه الرحلة.
دومبرغ
يطلق على هذا الموقع اسم «تومبيا» أيضاً، يقدّم مشاهد ساحرة على المدينة والبحر. يحتضن دارين للعبادة يمكن تمييزهما بين مئات الصروح بسبب أبراجهما المدهشة، كما أن بيار الكبير بنى فيه قصراً زهريّ اللون يُدعى «تراماسلاته» والذي يحتضن حالياً مقرّ البرلمان.
محلّة فانالن
تقع وسط مدينة «تالين»، وتمتاز بمنازلها الجميلة ذات القرميد الأحمر والتي تذكّر بمنازل الدمى، وتتميز كثيراً بطرقها الساحرة.
ساحة فندق المدينة
ساحة قروسطية رائعة، تتضمّن مجموعة من المطاعم والمحال التجارية، وتشكّل مسرحاً مفتوحاً لعدد من النشاطات الثقافية والعروض أثناء الصيف وسوقاً لعيد الميلاد خلال الشتاء.
أسوار المدينة
تحوط الأسوار المدعمة مدينة «تالين» منذ ما يزيد عن 700 عام، ولقد بقي منها 26 برجاً للدفاع محفوظة بشكل جيد جدا.
شارع بيك
إنه الأقدم في «تالين» إذ يعود تاريخه إلى العام 1529، ما يتيح بلوغ المرفأ من خلال هضبة «تومبيا» وتوجد على امتداد هذا الشارع، المحال التجارية والأبنية النموذجية.
نشاطات هامة
تعتبر زيارة المتاحف من النشاطات الهامة في «تالين». ومن أبرز المتاحف «متحف التاريخ الأستوني» الذي يرسم تاريخ البلاد على مدى قرون طويلة، و»المتحف البحري» الذي يقدّم أشياءً وصوراً ووثائق تعيد رسم تاريخ البحرية الأستونية و»متحف الفن»KUMU الواقع ضمن أراضي «قصر كادريورغ» الذي يجمع بين متاحف خمسة افتتحت منذ قرن تقريباً. كما أنه عليك زيارة «متنزّه كادريورغ»، الذي يشكّل أكبر متنزّه في «تالين»، يحتضن قصراً يحمل اسمه وحدائق منسّقة وفق الطريقة الفرنسية الأنيقة وعدداً من المنازل القديمة.
وكذلك يجدر بك اكتشاف «غابة سترومي» وهي غابة صغيرة تقع على بعد ثلاثة كيلو مترات غرب «تالين»، وهي مثالية في الصيف لمن ينشدون الهدوء، ومناسبة لممارسة الرياضات الشتوية أثناء موسم تساقط الثلوج.
أيضاً من المهم التوجّه إلى «شاطئ بيريتا» الواقع على الحدود الشرقية للمدينة، والذي يعتبر واحة سلام حقيقية لسكّان المدينة، ويمكن الاستفادة من المناظر الرائعة لأجراس المدينة، ومن العوم طبعاً أثناء الصيف. وإذا تقدّمتم قليلاً إلى ما بعد هذا الشاطئ، سوف تجدون وادياً ساحراً ومحمية طبيعية، علماً أن البحيرات والجزر الموجودة في هذه المنطقة تمتاز بجمال فائق. كما أن التسوّق لا مفر منه إذ تكثر «البوتيكات» المزدهرة في الوسط التاريخي للمدينة، كما المحال التي تبيع القطع القديمة بأسعار مقبولة. وتعتبر «فيرو تاناف» الطريق الأكثر تجارية، وتنظّم على ساحة «رايكوجا» الأسواق الحرفية.